قتل أول شخص برصاص جندي في الجيش اللبناني، وسط تجدد للتظاهرات بمختلف المناطق اللبنانية، احتجاجاً على اقتراح الرئيس ميشال عون بتشكيل حكومة "تكنو-سياسية".
وأعلن الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يترأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أمس الثلاثاء، مقتل أحد كوادره علاء أبو فخر، بإطلاق النار عليه في منطقة خلدة، جنوب بيروت.
وأوردت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها، أن أحد عناصرها "اضطر" لإطلاق النار على مجموعة من المتظاهرين خلال قطعهم الطريق بمحلة خلدة.
وبينت القيادة أنه "أثناء مرور آلية عسكرية وحصول "تلاسن وتدافع مع العسكريين"، وذكرت أنها أوقفت العسكري وباشرت التحقيق معه.
وكتب متظاهرون بالشموع على الأرض "علاء فخر الثورة"، وتفاعلوا بشكل كبير مع مقتل أبو فخر، وعبّروا عن غضبهم واستمرارهم في التظاهرات حتى تحقيق أهدافهم.
ويعد هذا القتيل الثاني منذ بدء التحركات الشعبية، بعد مقتل متظاهر بإشكال فردي مع مرافقي النائب السابق مصباح الأحدب على طريق المطار، في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن قتيل الأمس هو أول شخص يسقط برصاص الجيش والأمن اللبناني.
متظاهرو #جل_الديب صورة #علاء_أبو_فخر وكتبوا "شهيد الثورة" في تكريم له بعد وفاته باطلاق نار اثر خلاف خلال قطع الطريق في خلدة ما أدى الى وفاته pic.twitter.com/X8eV9IGeX6
— RADIO FREE LEBANON (@rllnewsdesk) November 13, 2019
علاء، إحمل معك سلامنا إلى العطّار...
— Abbassnourdeen (@Abbassnourdeen1) November 13, 2019
إحمل له حزننا، وأخبره بأنهم أسقطوه عنوةً، ولم يذكره في خطاباتهم التجار، أخبره خوف، لعلّه، في حزنه يفرح فخراً من غير أن يأسف.
في المساء السابع والعشرين، ١٣ نوفمبر ٢٠١٩، نمنا على حزن أوسع من أي ليل، أوسع من أي مدى.#علاء_ابو_فخر#لبنان_ينتفض pic.twitter.com/Zc9NmO68KX
ليلة مؤلمة نودع فيها الرفيق #علاء_ابو_فخر الذي سقط فداءً للبنان ودفاعاً عن الحرية وكرامة الإنسان.. استشهاد علاء يفتح مرحلة جديدة من مسار الثورة لإسقاط رموز الوحشية والاستبداد رموز الذل والحقد.#لبنان_ينتفض #ميشال_عون #لبنان #ثورة_الطلاب #ثورة_لبنان pic.twitter.com/KnEsLacja2
— طوني بولس (@TonyBouloss) November 13, 2019
مش ذنبك يا تقبرني تعيش هيك لحظة او تشوف هيك مشهد مش ذنبك تكرا تكبر و يمرق سنين و تضل تتذكر هاللحظة مش ذنبك تربى يتيم و تعيش وجع كل العمر.....بس كون أكيد الله ما بينساك و الله لا يوفق يلي كان السبب#علاء_ابو_فخر pic.twitter.com/ZqMxj4HVR0
— Mahdinasser (@Mahdinasser19) November 13, 2019
احتجاج على خطاب الرئيس
وفي محاولة لتهدئة مناصريه، قال جنبلاط: "لا ملجأ لنا، رغم ما جرى هذه الليلة، إلا الدولة".
وتوترت الأوضاع خصوصاً في محلة الكولا في بيروت، حيث رشق متظاهرون عناصر الجيش بالحجارة لدى محاولتهم فتح الطريق.
وجاء التوتر احتجاجاً على مواقف أدلى بها الرئيس عون، الذي أشار إلى عدم حدوث انفراجة في المحادثات بشأن تشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة سعد الحريري المستقيلة.
وقال عون إن الحريري الذي استقال نهاية أكتوبر الماضي، متردد في تولي منصب رئيس الحكومة مجدداً، مضيفاً أن "حكومة التكنوقراط التي يطالب بها الكثير من المحتجين لن تكون قادرة على حكم لبنان ويجب أن تضم عدداً من السياسيين".
وتابع مخاطباً المحتجين "إذا كنتم ستكملون هكذا فسوف تضربون لبنان ومصالحكم، مصالحكم بتروح وبنروح معها وأنا أضعكم أمام هذا الخيار"
وأردف "نحن نعمل ليلاً نهاراً لنرتب الوضع وإذا بقيوا (ظلوا) مكملين في (ستحدث) نكبة، وإذا توقفوا ما زال هناك مجال لأن نصلح".
وعقب انتهاء عون من كلمته أغلق محتجون عدة طرق رئيسية في أنحاء لبنان بعضها بإطارات سيارات مشتعلة، وهو السبب الذي استدعى الجيش لإطلاق النار.
ويشهد لبنان تظاهرات غير مسبوقة منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شارك فيها مئات آلالاف المطالبين برحيل الطبقة السياسية مجتمعة.
ويشتكي المتظاهرون من الفساد المستشري وسوء الخدمات العامة وترهل البنى التحتية وفشل الحكومات المتعاقبة في حل الأزمات الاقتصادية.
وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالة حكومته في 29 من الشهر الماضي.