19 ديسمبر 2019
لِمِثْلِ هَذَا يَذُوبُ القَلْبُ مِنْ كَمَدٍ قَالَ ابْنُ البَكْرِيِّ الشَّامِيِّ: ومِنْ فَوَاجِعِ ذَلِكَ الزَّمَانِ نَكبَةُ إِخْوَانِنَا الإيْغُورِ في تُرْكُسْتَانَ حِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ عُبَّادُ الأَوْثَانِ فَحَرَقُوا القُرْآنَ وَرَفَعُوا رَايَةَ الطُّغْيَانِ وَأَكْرَهُوا المُسْلِمِينَ عَلى الكُفْرَانِ وَهُمْ في قِلَّةِ مَنَعَةٍ وَسُلْطَانٍ وَتَخَاذُلٍ مِنْ أَهْلِ الإيمَانِ قَدْ نَكَّلَ بِهِمْ حَاكِمُ الصَّينِ فَأَذَاقَهُمُ الوَيْلَ وَعَذَابَاتِ السَّنِينَ حَتَّى صَارُوا بَيْنَ شَرِيدٍ وَقَتِيلٍ وَسَجِينٍ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمُ مُغُولُ العَصْرِ وبارك ذلك من المسلمين بعضُ أولي الأمر، فأيُ عارٍ وخِيانةٍ وقهر، انْتَهَك البُغَاةُ الَمحَارِمَ واقْتَرَفُوا المَآَثِمَ أَخْلاقُهُمْ لَئِيمَةٌ وَأَفْعَالُهُمْ ذَمِيمَةٌ مَنَعُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ أَوْ أَنْ تُتلى آَيَاتُهُ وَوَحيُهُ قَدْ أَجْمَعُوا كَيْدَهُمْ لِـمَسْخِ شَرَائِعِ الإِسْلامِ وَسَلْخِ النُّورِ مِنَ الظَّلامِ فَكَانَتْ نائبةً بَكَتْ مِنْهَا العُيُونُ وَثَارَتْ لَهَا الشُّجُونُ وَاسْتَغَاثَ الإِيْغُورُ إِخْوَانَهُمْ في الآفَاقِ هَيْهَاتَ قَدْ كَانَ المُسْلِمُونَ في شِقَاقٍ وَتَشَرْذُمٍ وَكَيْدٍ وَقِلَّةِ اِتِّفَاقٍ وَغَلَبَ عَلَيْهِمْ قِلَّةُ الدِّيْنِ وَالنِّفَاقِ قَدِ اسْتَبَاحَ العَدُوُّ الثُّغُورَ، وَبَنُو العُربِ في المْـَسَارِحِ يَهُزُّونَ الخُصُورَ وَصَارَ للتَّفَاهَةِ وَالجُنُونِ شَأْنٌ وَحُضُورٌ وحُورِبَت العِفَّةَ وانتشر السُّفُورَ كَمِ اسْتَغَاثَ الــمُسْتَضْعَفُونَ وَهُمْ قَتْلَى وَأَسْرَى فَمَا اهْتَزَّ إِنْسَانُ فَلَوْ تَرَاهُمْ حَيَارَى لا دَلِيلَ لَهُمْ عَلَيْهِمْ مِنْ ثِيَابِ الذُّلِّ أَلْوَانُ لـِمِثْلِ هَذَا يَذُوبُ القَلْبُ مِنْ كَمَدٍ إِنْ كَانَ في القَلْبِ إِسْلامٌ وإيمانُ