الإثنين 15 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

"رسلان" يُقحِم "مي سكاف" بشهادة نسائية في محاكمة "كوبلنز"

03 أكتوبر 2020، 09:27 م
العقيد أنور رسلان في محكمة كوبلنز
العقيد أنور رسلان في محكمة كوبلنز

قدّمت معتقلة سابقة شهادتها بالمتهم الرئيسي أنور رسلان، في قضية أقبية التعذيب السورية في مدينة كوبلنز الألمانية، حيث افتتحت الجلسة الرابعة والثلاثين من محاكمة المتهمين "أنور رسلان وإياد الغريب"، في الأول من الشهر الجاري.

وذكر موقع "ليفانت" المحلي، السبت، أن "الشاهدة 38 عاماً، فضّلت عدم ذكر اسمها للإعلام، واستهلت الحديث عن نفسها بأنها بدأت عملها السياسي من خلال الحزب الشيوعي عام 2001، وأضافت أنه وحتى بداية الثورة عام 2011 تعرّض الكثيرون من أصدقائها في الحزب للاعتقال، الأمر الذي أتاح لهم معرفة الآلة القمعية لدى النظام حتى قبل الثورة".

وأضاف "بتاريخ الثاني من الشهر الخامس لعام 2011 اعتقلت الشاهدة للمرة الأولى من قبل فرع الخطيب واستمر اعتقالها لمدة أسبوعين، وكانت في مظاهرة نسائية وكان عددهم قرابة الثلاثين امرأة وأنها الوحيدة التي اعتقلت لأنها كانت تصور المظاهرة".

ثم تحدّثت الشاهدة عن "ضرب العناصر لها مع مجموعة من الشبَّان المعتقلين في الفرع أربعين، ومن ثم نقلها إلى الفرع 251 وعن ضربها هناك أثناء انتظارها لموعد التحقيق معها، وتركها في الممر واقفة لعدة ساعات وتعرضها خلال ذلك الوقت للصعق بالكهرباء أيضاً".

ووصفت الشاهدة المنفردة التي وضعت فيها خلال الاعتقال بأنها مكان صغير، مثل القبر، وأشارت إلى التهديدات بالاغتصاب والتحرش التي طالتها، بالإضافة للتعذيب الجسدي وتحدثت أيضاً عن أصوات تعذيب المعتقلين الآخرين التي رافقتها طوال وجودها في فرع الخطيب.

وتابعت "بتاريخ 12/04/2012 اعتقلت الشاهدة من قبل ذات الفرع للمرة الثانية، واستمرّ اعتقالها هذه المرة لمدة أسبوع، وعن هذا الاعتقال أخبرت الشاهدة القضاة أنه حدث نتيجة مشاركتها مع أخريات باعتصام حملة (أوقفوا القتل) أمام البرلمان السوري".

وبدأ الأمن بهجومه واعتقالاته التعسفية، قبل أن يبدأ الاعتصام كما قالت الشاهدة، وأضافت أن الضرب كان همجياً وعنيفاً أكثر من المرة السابقة، وأنه تركز عليها وعلى امرأة أخرى كانت محجبة لدرجة أنهم نزعوا عنها حجابها عنوةً، نتيجة هذا الضرب بقيت الشاهدة متورمة لعشرة أيام.

وبعد ثلاثة أيام من وصولها من فرع الأربعين لفرع الخطيب أُخذت لمكتب المتهم أنور رسلان والذي كان لطيفاً معها، كما قالت، وأن حديثهما استمر قرابة العشرين دقيقة وكان عبارةً عن أسئلةٍ عامة.

ورجحت الشاهدة أن سبب التعامل معها بهذه الطريقة، وإطلاق سراحها بعد أسبوع فقط، هو الضغط الممارس لإطلاق سراح المعتقلات ضمن هذه الحملة، ووجود المسؤول الأممي كوفي عنان في ذات الوقت في سوريا، ما أعطى الحملة صدى عالمي.

وسُئلت الشاهدة إن كانت قد التقت برسلان مرة أخرى، فأجابت بأنها التقت به في الأردن بعدما علمت بانشقاقه حيث تملّكها الفضول للقائه، فالتقيا بمقهى في عمان، واستمر لقاءهما قرابة الساعة والنصف ولم يتناول إلا العموميات.

ما ذكرته الشاهدة عن لقائها بالمتهم، كان مجال سؤال المدعي العام لها عن حقيقة ما جرى في هذا اللقاء حيث أكّدت على ما قالته للقضاة، بيد أن المدعي العام قام بقراءة ما ورد في دفاع المتهم "رسلان" عن هذه النقطة ضمن رده على التهم الموجه ضده من المدعين ومن ضمنهم الشاهدة.

وكان مما ورد في دفاع المتهم رسلان التالي: "التقيت مع الشاهدة بشهر نيسان 2011 وليس 2012 في السجن، فسألتها ما هو عملك فقالت صحفية مع BBC، فقلت لها تعالي معي إلى مكتبي وكان برفقتها عدد من زملائها الصحفيين، فسألتها متى تم اعتقالك فقالت لي منذ ساعة تقريباً".

وسأل المدعي العام الشاهدة: هل صحيحٌ ما ورد هنا؟ فأجابت بأنه "غير صحيح بالمطلق"، وبأنها لم تُعتقل بالاسم كصحفية وإنما ضمن مظاهرة بشكلٍ اعتباطي، أي أنها غير معروفة من قبلهم.

ثم تابع المدعي قراءته لأقوال المتهم: "اتصلت مع رئيس الفرع 251 وشرحت له وضعها ومعها زملائها وطلبت من رئيس الفرع إخلاء سبيلها ورفاقها، لأنهم يتحدثون فقط بكلامٍ حول حرية الصحافة".

وأردف نقلاً عن "رسلان": "لم ألتقِ معها بعدها إلا في بداية العام 2014 بعد انشقاقي في الأردن وليس في تركيا حيث اتصل معي، وأخبرني بأن الفنانة مي سكاف ومعها زميلتها متواجدتين في مقهى بمنطقة، والمقهى ليس بعيداً عن المنزل الذي كنت أستأجره فحضرت والتقيت معهم".

وتابع: "قد عرفتها مباشرة واعتقدت بأنها طلبت من (...) تنسيق حضوري لكي تشكرني على المساعدة التي قدمتها لها، لم تتحدث هي بشيء أبداً، وأنا تحدثت مع مي سكاف حول مدينتها وبعض أعمالها الفنية، ومشاركتها بالمظاهرات".

وأعاد المدعي توجيه سؤاله للشاهدة عن صحة هذه الفقرة، فنفت صحتها أيضاً، وقالت إنّ "الفنانة المرحومة مي سكاف، لم تكن حاضرة في هذا اللقاء".

وأكمل: "وكما تدّعي الشاهدة بأنني أرتدي بزة عسكرية وهذا غير صحيح على الاطلاق لأنني لم أرتدِ اللباس العسكري أبداً، فأعاد المدعي سؤالها عن صحة هذا الكلام فأجابت بأنها لا تذكر على وجه التأكيد ولكنها تعتقد أنها رأته بالبزَّة العسكرية وكانت شارته نسراً ونجمتين أو ثلاث، تم عرض صورة للرتب العسكرية على شاشة العرض في المحكمة فاستطاعت الشاهدة تمييزهم".

وتحدثت عن تعذيب فرع  الخطيب لامرأة بترك نافذة منفردتها مفتوحة لتراهم وهم يعذبون أطفالها، وعن انهيارها ثم نقلها لمنفردة الشاهدة لتبقى معها.

وأكدت الشاهدة أنها كانت قادرة على الرؤية من تحت عصابة العين، كما أكد ذلك عدة شهود سابقين في هذه المحكمة، ومن خلال ذلك استطاعت رؤية المعتقلين في الممر وآثار التعذيب على أجسادهم أثناء ذهابها إلى المرحاض مرة واحدة يومياً.

وسُئلت الشاهدة عن الفرق بين اعتقاليها عامي 2011 و2012، فأوضحت أن عام 2011 تميّز بكثرة الاعتقالات نتيجة كثرة المظاهرات، بيد أن القتل تحت التعذيب كان أقل لأنهم لم يكونوا قادرين على قتل 10000 شخص قاموا باعتقالهم دفعةً واحدةً من المظاهرات، ولكنهم كانوا قادرين على قتل ثلاثة أو أربعة أشخاص من منظّمي المظاهرة مثلاً.

وأضافت بأن الاعتقالات الممنهجة كانت ضد النشطاء السلميين منذ بداية الثورة، وهؤلاء تمت تصفية العديد منهم، أما عام 2012 فلم يعد هناك مظاهرات بذات كثافة العام السابق، ونتيجة لذلك قلَّت الاعتقالات العشوائية بينما ازدادت حالات القتل تحت التعذيب.

أثناء ردها على سؤال من أحد محامي الادعاء، ذكرت الشاهدة بأن الاغتصاب كان تعذيباً يطال الرجال والنساء على حدٍ سواء، بيد أن خصوصية تجربة المعتقلات وابتزازهنَّ بفضحهنَّ بإخبار أهلهنَّ عنهنَّ أو تهديدهنَّ بالاغتصاب، في مجتمعٍ يُعنى بالشرف والعار كان وقعه أسوأ بكثير، حيث عانت منها معتقلاتٌ كثيراتٌ لدرجة أن بعضهنَّ لم تتجرأنَ على ذكر ما حدث معهنَّ للأهل أو للزوج.

يشار إلى أن جلسات محكمة "كوبلنز" القادمة ستكون بتاريخ السادس والسابع والثامن من الشهر الجاري، وسبق أن قدّم المعارض السوري، رياض سيف، شهادته بالمتهم رسلان، حيث تدرس المحكمة انتهاكات ضد حقوق الإنسان و58 جريمة قتل وتعذيب 4000 شخص على الأقل.

اقرأ أيضاً: اشتباك بين ميليشيات الأسد في القريتين بحمص.. والغطاء "داعش"

شاهد إصداراتنا