الأحد 07 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

مرتزق من "فاغنر" يفضح خفايا الروس في معارك سوريا

06 ديسمبر 2020، 08:42 م
مرتزقة من فاغنز الروسية في سوريا
مرتزقة من فاغنز الروسية في سوريا

فضح مقاتل سابق في مرتزقة "فاغنز" الروسية، لأول مرة علناً تفاصيل نشاط هذه المجموعة في سوريا، بينها قيام زملاء له بنهب آثار من مدينة تدمر شرق حمص، وقطع رؤوس جنود سوريين لمنع آخرين من الهرب.

ويستعد المقاتل مارات جابيدولين، لإصدار كتاب هو الأول من نوعه الذي يضم تفاصيل كثيرة لم تكن معروفة عن طبيعة العلاقة داخل هذه المجموعات وطبيعة علاقتها مع نظام الأسد من جانب ومع الجيش الروسي النظامي من جانب آخر.

ونشرت شبكة "ميدوزا" الإعلامية التي كانت أول من كتب عن نشاط "فاغنر" في سوريا، مقابلة مطولة معه، نقلتها صحيفة "الشرق الأوسط" الأحد، وبعد الإعلان عن إرسال الكتاب إلى المطبعة في سيبيريا لإصداره، سُحب الكتاب من المطبعة وحظر نشره، لكن التفاصيل المنشورة تعد "أضخم تسريب لمعلومات أحيطت بكتمان لفترة طويلة".

انضم جابيدولين إلى مجموعة "فاغنر" في بداية أبريل/نيسان 2015، وبعد مرور أسابيع قليلة تم إرساله إلى سوريا ليتنقل في المناصب داخل الجيش من «جندي» إلى «قائد سرية استطلاع» خلال نشاطه في هذا البلد قبل أن يعود مصاباً بجروح خطرة إلى سان بطرسبورغ للعلاج.

ما دفعه لاحقاً إلى التفكير بنشر «مذكراته» عن الحرب السورية، مشيراً إلى أن الهدف الأول في سوريا كان "استعادة السيطرة على حقول النفط".

وقبل الدخول في التفاصيل المتعلقة بآلية إدارة المعارك في سوريا، قال المقاتل: إنه أراد من خلال كتابه أن يطلع يفغيني بريغوجين ممول مجموعات المرتزقة على حقيقة ما يجري داخل هذه المجموعات، «لعله يكون قادراً على إصلاحها».

وزاد: «تهافت المقاتلون بقوة في عامي 2015 و2016 وكان هناك من يقوم بسرقة الأموال من بريغوجين، فقط هو لم يرغب في الاعتراف بذلك. بطريقة ما كان لديه قناعة شديدة أنه كان يعمل بشكل جيد. لكن الحقيقة أن كل ما يجري كان مجرد سرقة، كانوا يشترون معدات لا تعمل، ولم يخدعه فقط أمراء الحرب هناك (في سوريا) فقد خدعه أقرب مساعديه».

وأشار جابيدولين إلى «دافع آخر» لوضع الكتاب، تمثل في الكشف عن أهوال ارتكبت في سوريا، وبسبب بعض الحمقى الذين التقطوا مقاطع مصورة وهم يطرقون بمطرقة ثقيلة أجساد هاربين (من الخدمة العسكرية في قوات النظام) ويقطعون رؤوسهم بات الجميع يظن أن الشركات الخاصة مجرد غيلان متعطشة للدماء».

وكشف أن قائد المجموعات العسكرية الخاصة ديمتري أوتكين (الذي يحمل لقب فاغنر الذي انسحب على المجموعة كلها) «هو الذي حثهم على القيام بذلك، من أجل ترهيب الفارين الآخرين المحتملين من عناصر الأسد، وكما قيل لي، فقد أمر أيضاً بتصوير الفيديو ورفعه على الإنترنت حتى يتمكن كل عناصر الأسد من مشاهدتها».

ومن جانب آخر، أشار المرتزق الروسي إلى عمليات نهب للآثار جرت بعد السيطرة على مدينة تدمر، موضحاً: "في «تانكودروم» (قاعدة جوية) على سبيل المثال، كانت هناك أحجار قديمة أخذناها من تدمر - ومع ذلك، لم يكن هذا ذا طابع جماعي. ذات مرة كنت أشغل غرفة حيث وجدت قطعة عليها نقش بارز على رف، أعتقد أنها المنصة العلوية لأحد الأعمدة المتكسرة - وهناك تمت كتابة بعض العبارات".

وحول المعارك في سوريا، قال: إن "قائد مجموعات «فاغنر» في سوريا كان يتصرف «كخبير تكتيكي واستراتيجي، في عام 2017، على سبيل المثال، كان من المستحيل الاستيلاء على حقول النفط بهذه الأسلحة وكمية الذخيرة - كان ذلك ببساطة مستحيلاً".

واستدرك "لكن القائد أمر الجيش أن يتقدم، وعندما نتقدم بغباء إلى الألغام، فأنت لم تعد قائداً، أنت رجل أعمال: إذا استوليت على حقول النفط، ستحصل على جائزة، ونتيجة لذلك، توقف الجنود عن الثقة بقادتهم - وهذا ليس السبب الوحيد".

في حين، أشار إلى وجود مقاتلين من صربيا في صفوف «فاغنر» في سوريا، كما تحدث عن مستوى الفساد المستشري داخل المجموعة: «أخذ بعض القادة لأنفسهم ما يصل إلى نصف المكافآت المخصصة للفرقة، والباقي - الفتات - تم توزيعه على المقاتلين».

وكشف جانباً من تفاصيل معركة تدمر الأولى: «بعد الاستيلاء الأول على تدمر، امتلأت المستشفيات في كل من حميميم وروسيا بجنودنا. سأل الأطباء: إذن من يقاتل، الجيش أم الشركات العسكرية الخاصة؟ (...) اتخذت الجريمة أشكالاً من هذا القبيل حتى أننا حصلنا منذ بداية عام 2017 على أسلحة منخفضة الجودة».

وتابع أنه "إذا لم تسيطر ميليشيا فاغنر على الممر بالقرب من تدمر ولم تدخل المطار المحلي، لكان من المستحيل على الجيش السوري والقوات الروسية الداعمة له الاستيلاء على المدينة، وفي أحد المواقع وصف قوات النظام بأنها «مؤسسة مترهلة وليست قادرة على شيء»".

وأردف أن "أسوأ معاركه كانت ليلة 8 فبراير/شباط 2018 على نهر الفرات (الضربة الأميركية على رتل فاغنر قرب دير الزور). لأنني شعرت بالعجز. من يقاتل؟ أنا لم أرَ هذا الخصم! كان العدو هو الطائرات المروحية الأميركية".

وأضاف "في ذلك الوقت كان لدي مدفع رشاش قصير، مخصص للقتال المباشر، لكن حتى لو كان لدي سلاح آخر، فلن أحصل على هذه المروحية. كنا عاجزين عن مواجهة شيء غير معروف سيطير الآن ويحطم رأسك".

واللافت أنه رأى أن الخطأ الذي تسبب في مقتل أكثر مئتي مقاتل من فاغنر في ذلك اليوم يقع على عاتق القوات النظامية الروسية لأنها عبر خطوط الاتصال مع الأميركيين أصرت على «عدم وجود جنود روس في الموقع».

وفي موقع آخر من «المذكرات» يتحدث الكاتب الذي كان يسمي نفسه مارتين في سوريا، عن تجنيد مقاتلين سابقين في تنظيم "داعش"، وزاد أنه تم إرسال أسرى من التنظيم في بعض المواجهات، ويقول إنه شاهد كيف قام ديمتري أوتكين شخصياً «بتجنيد» هؤلاء السجناء.

وكشف عن تعرض وحدات «فاغنر» في عام 2016 لهجوم طائرة روسية عن طريق الخطأ، موضحاً أن "مواقع المفرزة الرابعة تعرضت لقصف مركز، كان لدينا مراقب جوي حاول تحويل مسار الطائرة".

وتابع "لكن ربما لم يتم إخباره بتغيير الترميزات: لقد استخدم الرموز القديمة، نتيجة لذلك، لقي الكثير من أفراد مجموعتنا مصرعهم في هذه الغارة (...) اندفع الرجال مباشرة إلى مطار (تيفور) لتمزيق هذا الطيار إلى أشلاء، لكن قيل لهم هناك إن الطائرة أقلعت ليس من تيفور، ولكن من حميميم".

وزاد أن إخفاء الحقائق في الخسائر "ميراثنا الوحيد الذي انتقل من نظام إلى آخر: إخفاء الحقيقة عن أنفسنا، فشعرت بالخجل من القول إنهم ماتوا في أماكن أخرى. يعرف العالم كله أن شركة عسكرية خاصة روسية تقاتل هنا".

اقرأ أيضاً: الحكومة المؤقتة تكشف عن خططها لجذب المستثمرين إلى الشمال السوري

شاهد إصداراتنا