مضحكة تلك التقارير التي تدبجها وسائل إعلام النظام وتحاول الإجابة فيها عن سؤال أسباب ارتفاع الأسعار في سوريا، فهي كلها تحاول الوصول إلى نتيجة أن الشعب السوري هو الذي تسبب بكل شيء، وأن النظام يحاول إصلاح ما أفسده هذا الشعب..!!
فكرة أن الشعب السوري فاسد، لا تكاد تغيب عن أصغر خبر يخرجه النظام عبر وسائل إعلامه، وهو أمر يعود إلى ما قبل سنوات قيام الثورة السورية، عندما كان يبرر رفعه لأسعار المحروقات، بقيام البعض بسرقة المازوت من أنابيب الضخ أو من خلال تهريبه إلى دول الجوار، وهذا كان يحصل مع جميع الأزمات التي تفرزها الدولة وتحاول أن تجد لها حلولا من ظهر المواطن..
إلا أنه بعد العام 2011، أصبح التركيز على الشعب السوري أكبر، فهو لم يتسبب بتخريب البلد فقط، بل يحاول تدمير ما تبقى منها، أمام سعي النظام للحفاظ عليها وحمايتها من المؤامرات الداخلية والخارجية..
اقرأ:
- أعضاء السوريين في مناطق الأسد للبيع على الهواء مبُاشرةً
- حكومة نظام الأسد توقف استيراد الهواتف النقالة حتى إشعار آخر
- صحيفة بريطانية: لماذا لا يزال بشار الأسد في السلطة؟
- توجيه البوصلة العربية في الذكرى العاشرة للثورة السورية
على صعيد ثاني، دأبت وسائل إعلام النظام على تحميل الشعب السوري مسؤولية أزمات أكبر من ذلك، مثل أسباب ارتفاع الأسعار في الأسواق وانهيار الليرة السورية وانهيار القدرة الكهربائية للبلد، فجميع هذه الأزمات غالبا سببها الفاسدين من الشعب السوري، الذين يهربون البضائع من وإلى داخل البلد، ويحتكرونها في وقت الأزمات، ويتلاعبون بأسعار الصرف في السوق السوداء ويسرقون الكهرباء، بينما لا تتحدث هذه الوسائل وبتركيز على الفساد الحكومي أو فساد أجهزة المخابرات والجيش وطبقة التجار المرتبطين بالنظام، فهذا الموضوع لازال من المحرمات التطرق إليها، بينما، القاصي والداني، يعرف أنه السبب الفعلي وراء كل الأزمات التي مرت على البلد من أكبرها إلى أصغرها..
شاهد إصداراتنا: