الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

انتفاضة شعبية في السويداء ضد العصابات المرتبطة بنظام الأسد

20 يوليو 2021، 11:00 م
السويداء
السويداء

شهدت مدينة شهبا شمال محافظة السويداء جنوبي سوريا،  انتفاضة شعبية ضد العصابات المرتبطة بنظام الأسد، بعد سقوط خمسة قتلى ووقوع أضرار مادية، في حين ما تزال الأسواق في المدينة مغلقة بشكل تام، مع اقتصار الحركة على مجموعات مسلحة محلية.

وأفادت شبكة "السويداء 24" بأنَّ مدينة شهبا شهدت اليوم الثلاثاء، تشييع الضحايا الثلاثة من آل "الطويل"، الذين قتلوا إثر اشتباكات مع العصابات الإجرامية، في حادثة تطورت لانتفاضة شعبية ضد العصابات في المدينة.

وبدأ الخلاف، السبت الماضي، بعد نشوب إشكال بين راني غرز الدين، الأخ غير الشقيق لأحد متزعمي العصابات في شهبا، ويدعى وليم الخطيب، مع شاب جامعي يدعى تحسين الطويل، جراء "الإزعاج الذي تسببه حركة دراجاته النارية في الشارع الذي يقطن فيه الأخير"، ليتطور من شجار بالأيادي إلى استخدام الأسلحة النارية مع تدخل الخطيب وأحد أفراد عصابته.

وأصيب خلالها ثلاثة شبان من عائلة الطويل برشقات نارية من بندقيته الحربية، اثنين منهما لم يمض على وجودهما في المدينة أكثر من شهر، بعد قدومهما من السويد في زيارة عائلية، إذ جرى ملاحقتهما بعد نقلهما إلى المستشفى والإجهاز عليهما، فيما توسع الاشتباك ليُقتل الخطيب وأحد أفراد عصابته.

وتعبّر هذه الاشتباكات عن انفجار ما بين العصابات التي يرعاها ويديرها الأمن العسكري وأمن الدولة، وهي عبارة عن شبكات تقوم بالخطف والسلب والاتجار بالسلاح والسيارات المسروقة والمهربة من لبنان، وكذلك الاتجار بالمخدرات التي يتهم "حزب الله" اللبناني بالمسؤولية عنها في المنطقة الجنوبية، وبين المجتمع الذي يصبر منذ سنوات على انتهاكات تلك العصابات.

وسبق أن طُلب من الأجهزة الأمنية رفع الغطاء عن هذه العصابات وسحب البطاقات الأمنية، وكذا تفعيل الضابطة العدلية المغيبة منذ سنوات عن مهامها في حفظ القانون، حتى يتاح للمجتمع وقياداته المجتمعية عزلهم، حيث تستمد تلك العصابات سلطتها وسطوتها من علاقاتهم مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، إلا أن جواب الأخيرة كان أن هؤلاء هم "أصدقاء" ويقومون بتنفيذ مهمات توكل لهم.

ويبدو أن الاعتداء الأخير للعصابات على شباب عائلة الطويل، المعروفين اجتماعيا بحسن السيرة والسلوك ومساهماتهم الخيرية الكبيرة، قد وحّد العائلات في المدينة، حيث عقد اجتماع عام في مقر "مضافة المدينة"، يوم السبت، وقرر المجتمعون اجتثاث أفراد العصابات وتطهير المدينة من نشاطاتهم، بغض النظر عن انتمائهم العائلي.

وأحرقت مجموعات من العائلات نحو عشرة منازل وثلاث سيارات تعود ملكيتها لأعضاء العصابات، كما جرى مصادرة كمية من المخدرات المتواجدة فيها، إضافة إلى وثائق تثبت ملكية عدد من السيارات التي تستخدمها العصابات لإدارة أمن الدولة، فيما فر أفراد العصابات من المدينة إلى مناطق مختلفة من المحافظة، حيث يتواجد بها عصابات تشاركهم الأعمال الخارجة عن القانون.

وبحسب "العربي الجديد"، فإنَّ الأجهزة الأمنية غائبة بشكل تام عن الأحداث التي شهدتها مدينة شهبا، فيما بثت وسائل إعلام النظام أخباراً كاذبة عما يحدث في المدينة، حيث جرى تسويق أخبار عن وجود دعوات من الأهالي لتدخل النظام ووضع حد للأحداث الأخيرة، في حين أعلن الكثير من أبناء المحافظة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن هذه الأخبار عارية عن الصحة، وأن "المجتمع أخذ على عاتقه تطهير مناطقه من دون تدخل القوات النظامية"، محذرين من نتائج أي تدخل لها، وسط توجس من أن يصب التدخل في مصلحة العصابات.

في حين أشارت "السويداء 24" إلى أنَّ المواطن عبد الرحمن قاضي 55 عاماً، وقع بيد عصابات الخطف مقابل الفديّة المالية عند قدومه لمحافظة السويداء يوم الثلاثاء الفائت، وهو يقيم مع عائلته في مصر منذ سنوات ويتردد بشكل دوري إلى سوريا، وينحدر من محافظة حلب، وفقد الاتصال معه بعد خروجه من دمشق قاصداً السويداء.

وأوضحت أنَّه وبعد مرور ثلاثة أيام على فقدان الاتصال معه، تواصلت مع عائلته مجموعة من الخاطفين يطلبون مقابل إخلاء سبيله مبلغاً طائلاً من المال، وناشدت عائلة "عبد الرحمن" أهالي جبل العرب، والشخصيات الاجتماعية والشعبية، للعمل على فكّه من أيديهم.

يذكر أنَّ السويداء عانت خلال السنوات الأخيرة من وجود عصابات امتهنت أعمال الخطف والسلب والاتجار بالمخدرات، في وقت يحملون بطاقات أمنية ويقومون بمهام بسياراتهم المسروقة، ما تسبب في تشويه سمعة أهالي المحافظة لدى السوريين، الأمر الذي أثار امتعاض الأهالي واعتبروه عملاً منظماً لإثارة النعرات الطائفية بين المجتمع السوري.

اقرأ أيضاً:                    

شاهد إصداراتنا