الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

#الجندرة… الصراع الخفي لهندسة العالم الجديد

14 اغسطس 2021، 11:17 ص
#الجندرة… الصراع الخفي لهندسة العالم الجديد

ساجد تركماني

باحث وكاتب

14 اغسطس 2021 . الساعة 11:17 ص

عقب عشر سنوات دامية من الثورة السورية لم تكن الجيوش الأجنبية والميليشيات الطائفية والمشاريع الإنفصالية والتيارات التكفيرية وحدها من وجدت في بقايا أشلاء الجغرافية السورية وإنسانها المثخن بالجراح والمنهك بالبحث عن لقمة العيش أرضاً خصبة لبذر مشاريعها ، بل هناك أيضاً تيارات فكرية تسعى لركز راياتها وسط كل هذا الحطام والركام ، هدف هذه التيارات ليس احتلال الجغرافية ولا اقتسام موارد سوريا ، إنما هدفها احتلال الإنسان السوري واقتسام المجتمع والإغارة على ثقافته وأدبياته وجذوره وحضارته

ومن تلك التيارات :

النسوية (بمعناها الشاذ)

والجندرة (بمعناها الحقيقي) وليس بالمفردات التسويقية السطحية والمخادعة التي يتم تقديمها بها

بعض التيارات النسوية اليوم تقدم الجندرة على أنها فقط : مجموعة من الاحتياجات الخاصة للمرأة والتي ينبغي مراعاة اختلافها الفيسيولوجي وتركيبتها الخلقية مع الرجل كتأمين ما  تحتاجه وتثقيفها على المستوى المجتمعي الطبيعي الذي يراعي حقوق المرأة ويحول دون اضطهادها.

هذا التعريف المعوم والضبابي للجندرة لايختلف معه كثيرون لو كان هو فعلاً معنى ومقصود الجندرة

لكن الحقيقة مختلفة تماماً، والمراد يتجاوز هذا المعنى بأشواط

ووسط حرب المفاهيم و الأفكار الدخيلة والمصطلحات المعلبة والمشاريع التغريبية المشبوهة كان لابد من تعريف حقيقة الجندرة… معناها… تاريخها… نشأتها… مقاصدها… مطالبها…انتشارها

أول استعمال لمصطلح "الجندرة"  كان للكاتبة الفرنسية "سيمون دي بوفورا" التي أصدرت كتاباً عام 1949 يحمل اسم : "الجنس الآخر"

تحدثت فيه عن المثلية الجنسية

ومن أبرز الأفكار التي طرحتها الكاتبة فيه :

1- إن الرجل يمارس الاضطهاد ضد المرأة

2- اعتبار الأمومة مثلاً ليست غريزة بشرية للأنثى بل ثقافة إجبارية يتم إلزام المرأة بها وسط مجتمع ذكوري

3- ضرورة الاعتراف بحق الشواذ جنسياً وإلزام الدولة بحمايتهم

4- المرأة حرة التصرف بجسدها ومن حقها ممارسة الجنس مع من تشاء

5- من حق الشواذ إقامة أسرة 

ثم لاحقاً تم تبني هذه الأفكار من قبل بعض التيارات النسوية التي صادمت حتى وجدان بعض المجتمعات الغربية ثم تم تبني هذه الأفكار على مستوى دولي أوسع عبر سن عدة قوانين وتشريعات مستحدثة تسعى بعض الأطراف لتحويلها لجزء أساسي من النظام العالمي الجديد

ثم تشكلت لوبيات ضغط تسعى لنشرها تحت سياط ترهيب كل مخالف أو معارض بأنه معادٍ لحقوق المرأة

لا ننكر وجود نيات صادقة لدى بعض منظمات حقوق المرأة ومناصرتها، لكن هذه المنظمات نفسها قد تكون فعلاً تعرضت للخداع والتضليل ولم تشعر حتى الآن أنها تدور ضمن مسار خفي شديد الخطورة سينتهي حتماً بتدمير المجتمع وهدم الأسرة سيما في مجتمع محافظ كالمجتمع السوري

لسنا ضد حقوق المرأة ونرفض اضطهادها وممارسة العنف الجسدي واللفظي والنفسي ضدها، لكننا بحاجة فعلاً لتعريف المرأة أولاً : هل هي فقط تلك المرأة السافرة العاشقة للحرية والاستقلال وكسر كل الأعراف والتقاليد والحواجز والتحرر من جميع القيود حتى القيود الأخلاقية والدينية

أم المرأة هي أيضاً : البنت والأخت والأم والمربية وعماد الأسرة والثائرة الملتزمة والمتصالحة مع ثقافة مجتمعها والمحترمة لآدابه وأعرافه؟!

هل هي فقط : الباحثة عن حقوق استعمال جسدها

أم هي : المفكرة والمُدرّسة والطبيبة والباحثة والكاتبة والأديبة ؟!

هل هي فقط : الزوجة المقهورة والأنثى المضطهدة ؟!

أم هي أيضاً : زوجة المعتقل وأم الشهيد والحصن الحصين والجبل الأشم الحارس لفضائل الأمم والمجتمعات وتماسكها

لابد لأنصار الجندرة والنسوية من تصحيح الصورة الذهنية للمرأة في عقولهم وأدبياتهم أولاً قبل غيرهم، لأنهم ببساطة أكثر من يظلم المرأة* *ويضطهدها عبر حبسها ضمن صورة نمطية واحدة ومحددة و مسارات إجبارية

صورة نمطية تحترم الأقلية السلوكية لبعض النسوة وتتجاهل الأغلبية المحافظة بل ربما تخرجها من دائرة تعريفها كامرأة يجب حفظ حقوقها وصون كرامتها واحترام خصوصيتها و التزامها!!

اقرأ:

شاهد إصدراتنا: