كررت روسيا ادعاءاتها خلال الفترة الماضية، عن فشل تركيا بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، كما زعمت أن أنقرة فشلت بفصل "هيئة تحرير الشام" عن الفصائل العاملة في الجيش الوطني السوري.
وتتخذ روسيا من "هيئة تحرير الشام" ذريعة لقصف المدنيين في محافظة إدلب، بدعوى أنها مصنفة على قوائم الإرهاب.
وتكرر الحديث في الفترة الماضية، عن جهود لدمج "هيئة تحرير الشام" بالجيش الوطني السوري، بهدف نزع الذريعة من روسيا، ومنع أي هجمات جديدة على إدلب.
وزعمت صحيفة "الوطن" الموالية لنظام الأسد، أن الجانب التركي "يسعى لإيجاد مخرج لمأزقه في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وخصوصاً بعد قمة سوتشي التي جمعت الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره التركي".
وادعت أن أنقرة "بدأت بإطلاق المبادرات وبالونات الاختبار باتجاه موسكو"، مضيفة أن أولى هذه المبادرات دمج "هيئة تحرير الشام"، مع الجيش الوطني.
واعتبرت أن "المساعي التركية الجديدة وفي هذا التوقيت بالتحديد مجرد مناورة هدفها الإيحاء بأنها إحدى مخرجات قمة سوتشي التي تنال رضا روسيا" حسب وصفها.
وبهذا الخصوص، ذكر الباحث عباس شريفة أن دمج "تحرير الشام" مع فصائل "الجيش الوطني"، ممكن عملياً على "الرغم من أنه غير مطروح على الطاولة في الوقت الراهن".
وأضاف أن "هناك تنسيقاً عسكرياً بين الطرفين لصد هجمات النظام على محافظة إدلب".
وتابع: "الحالة الفصائلية بدأت في الآونة الأخيرة بالتقلص في الشمال السوري من خلال ظهور غرفة عمليات عزم، والجبهة السورية للتحرير، ما يعني أن هناك إمكانية للتفاهم بين مختلف الفُرَقَاء".
وشدد على أن الأمر "يحتاج إلى هندسة على مستوى القيادات، ليتم استبعاد كل الشخصيات غير المرغوب بها في حدود المتاح".
واستدرك "شريفة": "ربما يستغل الروس هذا الأمر لاستهداف كل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تحت ذريعة محاربة الإرهاب".
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن قيادي في الجيش الوطني السوري، قوله أن ما ذُكر عن مساعٍ تركية لدمج "تحرير الشام" مع "الجيش الوطني" غير صحيح، مشدداً على أن الأمر غير مطروح على الإطلاق.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد قال الاثنين الماضي إن "التهديد الإرهابي لا يزال قائماً في إدلب، بل يتزايد في بعض الأماكن".
واعتبر أن "الجماعات الإرهابية تواصل الهجوم على مواقع نظام الأسد من منطقة خفض التصعيد في إدلب، بالإضافة إلى محاولتها القيام بأعمال ضد الوحدات الروسية العاملة هناك".
وأردف: "لذلك، بالطبع، تؤكد روسيا بشكل لا لبس فيه على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاقيات بين الرئيسين بوتين وأردوغان لعزل الإرهابيين، وخاصة الإرهابيين التابعين لجماعة (هيئة تحرير الشام)".
اقرأ أيضاً:
- أردوغان يتحدث عن إدلب والحل السياسي في سوريا
- ماذا قال نظام الأسد عن نبأ سقوط طائرة ركاب سورية في البحر؟
- في خضم الحرب الكلامية بين تركيا وروسيا.. "العدالة والتنمية" يعلق على التوتر بإدلب
- تركيا تمنع الاستئجار في منطقة "الفاتح" للأجانب.. والسبب!
شاهد إصداراتنا: