نظّم ناشطون سوريون، الأربعاء، وقفات احتجاجية في مناطق متفرقة بالشمال السوري، إحياءً لذكرى المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد قبل عشر سنوات بحق المدنيين في حي كرم الزيتون في حمص.

وأفادت مصادر محلية لـ"آرام" بأن الوقفات تم تنظيمها من قبل رابطة نشطاء الثورة في حمص، في مدن أعزاز والباب وعفرين وجرابلس بريف حلب، وفي مدينة إدلب.

وطالب الناشطون بمحاسبة نظام الأسد على جرائمه والقصاص لأرواح الضحايا، كما أكدوا أن حراكهم يهدف إلى توثيق مجزرة كرم الزيتون، وبقية المجازر مستقبلاً.

وقال عضو رابطة نشطاء الثورة في حمص غزوان النكدلي، إن "مجزرة كرم الزيتون جرحٌ لم يندمل وغصّةٌ تُبعثر الأنفاس وتيقظ في الروح مواجع الماضي وتكاد تنسينا كلّ الزمن الذي انقضى، لتوقفنا أمام صرخات تلك الدماء التي استباحها أكلة لحوم البشر الطائفيون.. وتطالبنا بالمزيد من الثبات والبقاء على قيد الوفاء لهم مابقي فينا رمق".

وأضاف النكدلي في تصريح خاص لـ"آرام": "كان لرابطة نشطاء الثورة في حمص الباع الأكبر والجهد الأوفر في إعادة تلك المجازر المنسية إلى الواجهة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والوقفات التي امتدت على كامل رقعة الشمال السوري المحرر من إدلب وحتى جرابلس وكانوا يعملون في الأيام الماضية كخليّة نحل لا تكلّ ولا تملّ".

وتابع: "مجزرة كرم الزيتون الأولى العنوان الأبرز ومقدمة الجهد الذي سيتم تسخيره لتناول سلسلة مجازر النظام تباعاً وفق ترتيبها الزمني حتى تحقيق العدالة والقصاص".

وأردف أن "مجزرة كرم الزيتون مجزرة شنيعة ارتكبها جيش النظام الأسدي وضباط وعناصر الفروع الأمنية والشبيحة بحق أهالي حي كرم الزيتون، وهو حي ثائر فقير شهد وشارك في بواكير المظاهرات السلمية، و يقع بين حيين مواليين ووكرين للتشبيح".

وعن تفاصيل المجزرة قال محدثنا: "في ساعات الليل اقتحم من يُفتَرض أنهم جيران الحيّ منازل الأبرياء بحماية الجيش والأمن وذلك بعد خرق الجدران الفاصلة بين البيوت المتلاصقة، وانقضّوا كالضباع الجائعة فلم ينجُ من سكاكينهم وحرابهم ورصاصهم طفلٌ ولا شيخٌ ولا امرأة، ولم تشفع لعائلات بأكملها الدموع والصرخات ولا صخب الرعب ولا حتى هدوء النائمين، ولم تمنع عنهم أبوابهم الموصدة أبشع صور القتل والتشفّي".

واستطرد: "نعم لقد تم قتلهم لمجرّد التلذذ والانتقام فقط لأنهم يقطنون في حي طالب أهله بكرامتهم وحريتهم. وبقيت جثثهم ضمن رقعةً مُحتلَّة مستباحة، ولم يتم الوصول لجثث أولئك المساكين إلا بعد ثلاثة أيام تقريباً وكان عددهم يقارب العشرين ضحيّة جميعهم قضوا ذبحاً أو رمياً بالرصاص عن قرب، وكانت آثار التنكيل بأجسادهم الضعيفة ما تزال واضحة".

وتؤكد رابطة نشطاء الثورة في حمص، أن حصيلة ضحايا المجزرة الموثقين بالاسم والصورة بلغت 19 شهيداً بينهم 3 رجال و6 سيدات و9 أطفال (5 إناث و4 ذكور، إضافة إلى جنين)، لافتة إلى وجود ضحايا لم يتم توثيقهم لعدم الوصول إليهم نظراً للتشديد الأمني في ذلك الحين.

اقرأ أيضاً:
- أسباب ودوافع روسيا من التصعيد في إدلب
- رئيس الائتلاف يعد الشعب السوري بقرارات وإصلاحات جديدة
- "رويترز" تكشف عن نشاط عسكري جديد للتحالف الدولي في سوري
- فرنسا تعلق على التصعيد العسكري في إدلب
- تصعيد خطير للطيران الروسي في محافظة إدلب
- روسيا تزوّد أحد مطارات الشمال السوري بمنظومة تشويش
شاهد إصداراتنا: