أعلن المشرفون على حملة "دفء القلوب الرحيمة" في فلسطين، عن جمع 32 مليون شيكل (10 مليون دولار أمريكي)، لمساعدة المهجرين السوريين في الشمال السوري، وبناء وحدات سكنية لهم.

وانطلقت الحملة في الداخل الفلسطيني بإشراف جمعية القلوب الرحيمة بالتنسيق مع جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، بهدف تغطية متطلبات الشتاء بصورة عامة، وبشكل أخصّ، استبدال الخيام بالوحدات السكنية التي توفر حياة كريمة وآمنة للعائلات السورية النازحة.

وأكد نائب المدير العام في جمعية عطاء عبد الرحمن الشردوب، في تصريح خاص لـ "آرام" أن التبرعات تجاوزت 10 مليون دولار، مضيفاً أنه تقرر الاستفادة من هذه التبرعات لصالح حملة الشتاء وإنشاء قرى سكنية في شمالي سوريا، ليتم نقل العائلات قبل حلول فصل الشتاء القادم.

وأضاف الشردوب أن مشاريع القرى السكنية تعتبر مطلباً لدى النازحين، فهي تشكل حلولاً مستدامة تؤمن لهم الكرامة والحماية، إلى جانب ما توفره من خدمات أساسية يحتاجونها من البنية التحتية (كهرباء - ماء - صرف صحي)، والتعليم وغيره.

وساهمت جمعية القلوب الرحيمة في العام الماضي ببناء 1500 وحدة سكنية في تجمع عطاء بجرابلس شرقي حلب، وتم تسليم 600 وحدة منها للنازحين حتى الآن، وخلال الأسابيع المقبلة سيتم استكمال تسليم الوحدات المتبقية وعددها 900 وحدة.

موعد انطلاق الحملة

قال عبد الرحمن الشردوب: "انطلقت الحملة مبكراً مع بداية فصل الشتاء، وتم إطلاق أربع قوافل تتكون من حمولة خمسة وسبعين شاحنة بما تحويه من احتياجات الشتاء في الداخل السوري من فحم تدفئة، وخيم وعوازل خيم، وفرش وخبز وملابس شتوية بالإضافة إلى مشاريع تبحيص الطرق ضمن المخيمات".

وأضاف: "تم العمل على عشرات مشاريع الاستجابة العاجلة للمخيمات المتضررة حيث تم استهدافها بمشاريع سقيا الماء وكسوة شتاء وبطانيات وعوازل ومواد تدفئة وسلال غذائية وخبز وسلال نظافة، والآن نحن في طور الاستعداد هذا الشهر لإطلاق ثلاث قوافل  تتكون من تسعين شاحنة تحمل إغاثة الشتاء المتنوعة، واستجابة لنداء أهلنا بسبب العاصفة الثلجية الأخيرة تم تخصيص جزء من الحملة للشقق السكنية تحت شعار بيت بدل خيمة".

 الهدف من الحملة

أشار الشردوب إلى أن "الحملة انطلقت في بداية الشتاء، ونحن نعدّ في كل شتاء حملة تشرف على الاستجابة لاحتياجات أهلنا من الشتاء، وبسبب العاصفة الثلجية وما سببته من أضرار في الخيام وتأثير مباشر على أهلنا تفاعلت الحملة بهدف استبدال الخيم المتضررة بالوحدات السكنية الآمنة التي فيها حلاً مستداماً لمشكلة تضرر وتلف الخيم الذي يتكرر في كل فصل شتاء".

وأردف "لا بد من الإشارة إلى أمرين أولهما أن مشروع القرى السكنية هو مشروع استراتيجي أدركنا أهميته وبدأنا به في جمعية عطاء منذ إنشاء أول تجمع سكني في عام 2015 في أطمة، وتشاركنا الاهتمام بهذا المشروع جمعية القلوب الرحيمة فقد ساهموا السنة الماضية بألف وخمسمائة وحدة سكنية في تجمع جرابلس، والثاني أننا وفق الظروف المتاحة نعمل في موضوع مشاريع التسكين على التوازي بما يؤمن تحسين ظروف البعض وتأمين حلول إسعافية للآخرين حسب استطاعتنا، حيث وبسبب عدد الخيام الكبير الذي يزيد عن مائة وخمسين ألف خيمة، نقوم بنقل من نستطيع نقله من القاطنين في الخيام إلى الوحدات السكنية الجديدة وبذات الوقت نعمل على تجديد وإصلاح الخيم للآخرين الذين لا نستطيع تأمين الشقق السكنية لهم، وهذه أفضل وسيلة نراها مجدية ريثما يتم الانتهاء من جميع الخيم في الشمال السوري إن شاء الله".

تفاعل الفلسطينين

بهذا الصدد، قال الشردوب: "الحقيقة إن حجم التفاعل كان مذهلاً، والزاوية التي ننظر منها في عطاء إلى التفاعل ليست لأننا شاهدناه أول مرة، فجهود أهلنا في فلسطين 48 وتبرعاتهم المباركة كبيرة ومستمرة وملموسة منذ سنوات، لكن كان لهذه الحملة وامتدادها الشعبي وصور وأشكال التبرع والتفاعل مع مصاب أهلنا أثراً نفسياً ووجدانياً عميقاً وبلسماً لجراح النازحين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، بل وأعطانا شعوراً دافعاً للاستمرار والصمود بسبب هذا التعاطف الكبير والدعم غير المحدود، وشكّل دافعاً لنا كسوريين للاستمرار بالبذل والعطاء وتكثيف السعي في سبيل تخفيف معاناه أهلنا المتضررين".

اقرأ أيضاً:
- مسؤول أمريكي يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لزعيم "داعـ.ـش"
- الرئيس الأمريكي يكشف الشخصية المستهدفة في عملية الإنزال بإدلب
- قطر: لا ينبغي مكافأة الأسد على هجماته المستمرة
- أول توضيح من رياض حجاب عن أهداف مؤتمره في قطر
- أبو الغيط يعلق حول مسألة حضور نظام الأسد قمة الجزائر
- وثيقة مسربة من الحرس الثوري تحذر من غليان شعبي في إيران

شاهد إصداراتنا: