الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

ما أهم الأسباب الداخلية والخارجية لتعثّر الثورة السورية؟

20 مارس 2022، 06:14 م
لافتة عن الثورة السورية
لافتة عن الثورة السورية

أورد الكاتب والمحلل السياسي د. باسل المعراوي، ثماني نقاط حول أهم الأسباب الداخلية والخارجية لتعثّر الثورة السورية، وذلك في مقال له على موقع "نينار برس" عن الذكرى الحادية عشرة لانطلاقها.

والأسباب هي:

1- لم يقيد نظام الأسد نفسه بأية قيود على كمية العنف التي عزم على استعمالها، فيمكننا اعتبار أن الثورة السورية قدمت الشهداء منذ اليوم الأول لانطلاقتها في 18 آذار 2011 من أمام المسجد العمري بدرعا، حيث تم التصويب على الرأس بالرصاص الحي وسقط الشهيدان جوابرة وعياش، فكان الخيار الأمني أولاً والعسكري لاحقاً هو الخيار الوحيد الذي اختاره النظام لمواجهة موجة الاحتجاجات.

2- لم يضع المجتمع الدولي أية قيود على النظام السوري نظراً إلى القوة وكمية العنف التي استخدمها، ويمكن اعتبار الثورة السورية هي الثورة الوحيدة في التاريخ التي لم تمر بمرحلة الهراوات والرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع، بل وصل الأمر بالنظام إلى إلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء والبلدات المنتفضة، واستخدم الأسلحة الكيميائية مراراً وتكراراً، وتم تجاوز الخطوط الحمراء للرئيس الأمريكي أوباما قبل وبعد إعلان خطه الأحمر.

3- تعمّد النظام إلى التركيز على اغتيال البعد المدني للثورة، وذلك بالتركيز على اغتيال أو اعتقال أو تهجير الناشطين المدنيين وكلّ أشكال الثورة المدنية التي ولدت مع الاحتجاجات، فكان الإعلامي والناشط المدني والمسعف هم الأعداء الأخطر عليه.

4- سعى مبكراً إلى عسكرة الثورة أولاً ثم محاولة تطييفها، ونجح بذلك إلى حد كبير، حيث أطلق السجناء من سجن صيدنايا واحتفظ بالناشطين المدنيين في مسرحيات مراسيم العفو المتتالية، وكان النظام على قناعة أن من أفرج عنهم من أصحاب الأيديولوجيا الجهادية سيتمكنون خلال شهر أو أكثر مز تشكيل فصائل جهادية مسلحة.

5- إقدام بعض داعمي الثورة السورية على تركيز الدعم على الفصائل الجهادية، ما أدى لتغولها على قوى الثورة العسكرية التي تمت تسميتها فصائل الجيش الحر.

وبالتالي إزاء حالة طغيان الرايات السوداء والخطاب الديني الطائفي، تراجعت الدول التي سميت بأصدقاء الشعب السوري (التي وصل عددها لأكثر من 100 دولة في مؤتمر مراكش).

وراجعت مواقفها المؤيدة للثورة السورية، إلى أن أصبحت لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة على مبدأ الشيطان الذي تعرفه أفضل من الشيطان الذي ستتعرف عليه.

6- لم تتمكن فصائل الجيش الحر من تشكيل قيادة عسكرية موحدة بالإضافة إلى عدم وجود قيادة سياسية تمثلها وتأتمر بأوامرها وتنفذ توجيهاتها.

7- التدخل العسكري الخارجي الحقيقي أتى لمصلحة النظام وليس لمصلحة الثورة، كما كانت تروج الآلة الإعلامية للنظام بأنها تتصدى لمؤامرة كونية.

فقد ألقى نظام الملالي في إيران بكل ثقله في المعركة إلى جانب قوات النظام عبر ميليشيات متعددة الجنسيات مسلحة وممولة ومنظمة بشكل جيد، ومع ذلك عندما كانت دمشق على وشك السقوط في منتصف عام 2015، بأيدي الثوار السوريين.

تدخلت قوات دولة عظمى (روسيا) في 30 أيلول 2015، مع الفيتو الذي وضعته أمريكا تحديداً على تزويد فصائل الجيش الحر بأي أسلحة نوعية منذ البداية، إضافة لسيطرتها الكاملة على مجريات العمل العسكري وذلك من خلال التحكم بغرفتي الموم والموك.

8- أدى الخطاب الديني والطائفي الذي مارسته داعش والنصرة وأخواتهما ليس إلى نفور المجتمع الدولي من تأييد الثورة السورية بل إلى خوف الأقليات والأغلبية المعتدلة من الأغلبية السنية إلى أخذ موقف من الثورة، وأدى إلى ما عرف لاحقاً بتحالف الأقليات (وفي أحسن الأحوال وقوفها على الحياد).

وفي النهاية، لم يكن اللجوء لحمل السلاح في مواجهة النظام الهمجي وحلفائه (خياراً بل ضرورة) لسحب الذرائع ممن يحلو له أن الخيار السلمي كان هو الأنسب نظراً لمآلات الأوضاع الآن والتي يتحمل النظام وداعميه المسؤولية الأولى والأخيرة عنها.

اقرأ أيضاً: