الأحد 07 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

رمضان قديروف "قنبلة موقوتة" وصورة مشوهة للتدين الإسلامي

01 ابريل 2022، 10:19 م
رمضان قديروف "قنبلة موقوتة" وصورة مشوهة للتدين الإسلامي

د. زكريا ملاحفجي

كاتب وسياسي سوري

01 ابريل 2022 . الساعة 10:19 م

على خلفية الحرب في أوكرانيا، بدأ يتحوّل رمضان قديروف "المحارب الصامد المحب للظهور الإعلامي"، فقد كانت صورة قديروف، الذي ينظم سباقات الخيول في الشيشان ويمنع عمليات اختطاف العرائس ويجبر الشباب المهملين على الاعتذار للشيوخ، غريبة إلى حدٍّ ما، ولكن بشكل عام لم تكن خارج نطاق صورة الحاكم القوقازي الصغير الذي يخدم الدولة الروسية.

لقد غيّرت الحرب في أوكرانيا صورة قديروف بشكل كبير، وتحوّل من المحارب القوقازي الشجاع إلى المحبّ للظهور الإعلامي الذي يُعبّر عن مواقف الكرملين الأكثر بُغضاً، مع الأخذ بعين الاعتبار سجل إنجازات قديروف المثيرة للجدل.

يمكن القول مباشرة: إنَّ دور "لسان بوتين" هو أفضل دور له، وإنَّ صورة "قوات قديروف الشجعان" وزعيمهم القبلي "تنهار"، حيث يختبئ "المحاربون القوقازيون المتفاخرون" في أقبية المباني الأوكرانية مصورين مقاطع فيديو تحفيزية لكلّ مناسبة.

ينشر قديروف مقاطع فيديو بشكل شبه يومي على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر المقاتلين الشيشانيين في أوكرانيا. وبالنظر إلى مقاطع الفيديو تلك، فإنَّ القوات التابعة لقديروف لا تشارك بشكل مباشر في العمليات القتالية بل تنفذ مهام الوحدات الخلفية، في حين أنَّ الحرب الحقيقية يخوضها الجنود الروس.

في الواقع لا يوجد دليل واحد على وجود قديروف في "النقاط الساخنة" في غوستوميل بالقرب من العاصمة كييف وفي ماريوبول، لكن مقاطع الفيديوهات "الضبابية" المليئة بتصريحاتٍ مفاجئةٍ على غرار "الحرب حتى النصر"، يبدو أنَّها مسجلة في أماكن غير معلومة على الأرجح في مأوى آمن أو ملجأ من القنابل ذي جدران سميكة.

يحاول قديروف بكلّ طريقة ممكنة أن يرسم لنفسه صورة "الزعيم الوطني" بل يبدو أنَّه يستخدم تكتيكات خاسرة للغاية في ذلك. عشية المحادثات الروسية الأوكرانية في مدينة إسطنبول التركية بدأ رمضان قديروف بإعلان شعارات "حزب الحرب" مطالباً بـ"متابعة الحرب حتى النهاية" ثم حلّ المسائل.

على خلفية التقارير التي ظهرت يوم أمس الخميس، حول تسميم ثلاثة مفاوضين، فإنَّ "حزب الحرب" في الكرملين يُحاول بكلّ وسيلة ممكنة إبطاء المفاوضات، وهذا لا يبدو غريباً. وليس من المستبعد أن رمضان قديروف بصفته أكثر "شخصيات الكرملين" اندفاعاً وتهوراً، قرر حسب تقديره "تسريع" عملية التفاوض، وربّما حتى دون التشاور مع "الراعي الأعلى".

ومع ذلك، فإنَّ الخطر الأكبر، الذي لم يدركه الكرملين بعد، هو تهديد قديروف للإسلام في روسيا. انطلق "القائد" علانيةً في طريق الجهاد في أخطر أشكاله "الحرب على الكفار" أيّ على المسيحيين السلاف في الحالة الأوكرانية. بالنسبة لدولة متعددة الأديان مثل روسيا قد تكون هذه سابقة خطيرة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، لا يتردد قديروف في الظهور علانيةً حيث يُقتل السكان المدنيون من بينهم النساء والأطفال وكبار السن.

يبدو "المحارب باسم الله" الذي يستقوي على النساء ثقيلاً حتى بالنسبة إلى نظام بوتين، ويقرن صوره دوماً بالصلاة والدعاء ومظاهر التدين التي تسيء بشكل صارخ، في الوقت الذي استنكر فيه العالم الإسلامي الحرب ودعوا إلى التوقف عنها وعدم قتل الأبرياء والمدنيين.

اقرأ أيضاً: