سيطرت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، الخميس، على عدة مواقع خاضعة لسيطرة نظام الأسد في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شرقي سوريا، رداً على حصار للأخير لمناطق "قسد" في مدينة حلب.
وأفادت شبكة "فرات بوست" المحلية بأنَّ "قسد" سيطرت صباح اليوم على "مديرية المالية، نقابة المعلمين، المؤسسة السورية للحبوب، رابطة شبيبة الثورة، المركز الثقافي، المجمع التربوي، المصرف الزراعي، دائرة الكهرباء، الرابطة الفلاحية، مجمع النقابات المهنية".
وأضافت أنَّ تلك المواقع واقعة تحت سيطرة نظام الأسد في مدينة القامشلي، وجاء ذلك رداً على حصار ميليشيات الأسد النظام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية الواقعين تحت سيطرة "قسد" في مدينة حلب.
في حين، تحدث موقع "تلفزيون سوريا" عن اقتحام عشرات العناصر من قوات "الأسايش" المتمركزة في كراج السياحي، ملهى ليلياً وثلاثة أبنية، (مديرية المالية ومجمع النقابات المهنية والمصرف الزراعي) في شارع المركز الثقافي ضمن المربع الأمني بمدينة القامشلي.
وأردف، أنَّها اعتقلت كل من تواجد في الملهى والأبنية بينهم خمس نساء (راقصات)، وسيطرت على ثلاثة أبنية، لافتاً إلى أنَّ "عناصر النظام لم يظهروا أي مقاومة من تقدم قسد في مناطق سيطرتهم في مدينة القامشلي".
وفي وقت سابق، سيطرت "قسد" على مؤسسة الحبوب ورابطة الفلاحين ودائرة المالية ومؤسسة الكهرباء ومجمع تربوي في شارع المركز الثقافي بالمربع الأمني، وطالبت موظفي هذه الدوائر بالعودة إلى منازلهم كي لا يصابوا بأذى.
وفي السياق، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنَّ اجتماعاً عُقد، أول أمس الثلاثاء، في مدينة القامشلي بين مفاوضين من الطرفين، أدى إلى دخول بعض المواد الغذائية إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، مشيرة إلى أنّ النظام لم يسمح بعد بدخول الطحين والمازوت إلى الأفران في الحيين.
ويعقد مساء اليوم اجتماع ثانٍ بين "قسد" ونظام الأسد برعاية روسية في مطار القامشلي، حيث تسعى روسيا إلى حل التوتر بين الطرفين خشية تصعيد قد يفضي إلى سيطرة "قسد" على مناطق جديدة داخل الحسكة والقامشلي.
ووفق مصادر محلية، فإنَّ قوى الأمن الداخلي "الأسايش"، أغلقت مساء أمس الأول الثلاثاء، بكتل إسمنتية كلّ مداخل ومخارج المربع الأمني في مدينة القامشلي، ما يؤكد فشل المفاوضات بين الطرفين.
وتأتي هذه التطورات بعد اتهام "الإدارة الذاتية" لـ "الفرقة الرابعة" في النظام، بمنع إدخال شحنات طحين إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، منذ 13 آذار/مارس الماضي، وتطالب "قسد" النظام بالضغط على عناصر "الفرقة الرابعة" لوقف هذا الحصار.
من جانبه، ينفي النظام محاصرته لحيي الشيخ مقصود والأشرفية، وتذكر وسائل إعلام تابعة له أنَّه تم منع تزويد أربعة أفران غير مرخصة بالدقيق التمويني، زاعمة أنَّ النظام يمنع دخول مواد مهرّبة إلى حي الشيخ مقصود، ومنها الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والهواتف النقالة.
وتسيطر "قسد"، على جلّ محافظة الحسكة، باستثناء مربعين أمنيين للنظام في مدينتي القامشلي والحسكة وبعض القرى، إضافة إلى مطار القامشلي، وفوجين عسكريين هما: "الفوج 123" (فوج كوكب) قرب الحسكة، و"الفوج 154" (فوج طرطب) قرب مدينة القامشلي.
كما تنتشر ميليشيات الأسد في مناطق عدة على الشريط الحدودي مع الجانب التركي، وفق اتفاق تركي ـ روسي أبرم في أواخر عام 2019 إبان العملية العسكرية التركية "نبع السلام" في منطقة شرقي نهر الفرات.
اقرأ أيضاً:
