كلّ ما كنت أخشاه من العفو المزعوم الذي قامت به عصابة الأسد بالإفراج عن بضع عشرات من المعتقلين من خلال ضجة إعلامية عارمة في ساحات العاصمة دمشق والتي من خلالها تجمهر مئات الآلاف من الناس لعلهم يلتقون مع ابنائهم أو يسمعوا خبر عنهم.
فإن ماكنت أخشاه قد حصل بالفعل أيها الأكارم، وهذا ما كان يخطط له الأسد المجرم، فها هو بيدرسون البارحة وقبل أيام من انعقاد الجولة الثامنة من مباحثات اللجنة الدستورية المزمع عقدها في جنيف
ومن خلال تصريحات منسوبة له يُمجّد بحمد الأسد ويشكره على إنسانيته ولطفه، ومن المؤكد بأنه يتهيأ ليقدم إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي في الأيام القادمة، والتي سوف تتضمن شهادته (زوراً) على أن الأسد المجرم قد بدأ بتغيير سلوكه الإجرامي المنحرف وأنه قد عاد لرشده وقد بدأ بعمليات اصلاحيه من شأنها رأب الصدع في المجتمع السوري.
وهاهم أعوان العصابة الأسدية قد بدؤوا باستغلال عوائل المختفين والمعتقلين بمبالغ مالية ضخمة مقابل إعطائهم خبراً عن أبنائهم من خلال وعود كثيرة كاذبة، منها السعي لإطلاق سراحهم وتشميلهم بمرسوم العفو.
وها هو محافظ الحسكة وغيره من مسؤولي تلك العصابة يجمعون الناجين من مسالخ الأسد البشرية، في مكاتبهم طالبين منهم الهتاف بحياة القائد المجرم صاحب الفضيلة والأخلاق الحسنة!.
ما نراه في هذه الأوقات من تزوير للحقائق يجعل القلب يقطر دماً على شعب عظيم يذبح في رقبته وكرامته من أجل عصابة قذرة مارقة منذ أكثر من خمسين عاماً خلت وبدون أي ردة فعل من مجتمع دولي لطالما أطلق شعارات الإنسانية والحرية والعدل والديمقراطية.
كما أن مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، اليوم، سيمضي كما مضت مجزرة التضامن وقيصر وفيكتوري ومئات بل آلاف المجازر الأخرى التي تحمل توصيف الإبادة الجماعية.
أتعلمون لماذا؟ لأنه عندما يكون المجرم من بني صهيون أو من عصابة الأسد، فإن الجريمة تحتاج إلى لجان تحقيق حتى ولو كانت مشهودة، وفي النهاية ستسجل الجريمة في سجلات العدالة ضد مجهول.. هذا هو العدل الذي يتبجح فيه دعاة الإنسانية "المجرمين".
اقرأ أيضاً: