الجمعة 12 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

فعالية لنشطاء حمص في إدلب للتذكير بتهجير عاصمة الثورة.. ماذا تضمنت؟

30 مايو 2022، 11:15 م
فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب خاص آرام
فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب خاص آرام

آرام – عائشة صبري

تقيم "رابطة نشطاء الثورة في حمص"، فعالية تحت اسم "سوريا لنا" في مدينة إدلب شمالي غربي سوريا، على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، وذلك ضمن حملة "العودة الآمنة تبدأ بسقوط الأسد" التي أطلقها ناشطو حمص للتذكير بمآسي التهجير القسري.

ويوضح منظم الفعالية في إدلب، عضو الرابطة الناشط أبو علاء الحمصي، في تصريح خاص لشبكة "آرام" أنَّ الإقبال على الفعالية التي أقيمت مساء اليوم في متحف مدينة إدلب، كان لافتاً إذ لم يقتصر على مهجّري حمص بل تواجد جميع المناطق مثل حماة وأرياف إدلب وحلب ودرعا وغيرها من المحافظات.

ويضيف الحمصي، أنَّ عدد الحضور فاق التوقعات وأبدوا إعجابهم وسرورهم من عمل نشطاء حمص واقترحوا أن يعمل بقية المحافظات فعاليات مماثلة تحاكي ذكريات التهجير، لما له من أهمية كبيرة، لافتاً إلى أنَّ هدف الفعالية إيصال رسالة للمجتمع المحلي والدولي بأنَّه "لا عودة آمنة دون رحيل نظام الأسد وقوى الاحتلال الأجنبية".

ويشير إلى أنَّ معرض الصور الذي تتضمن نحو مئة صورة من مدينة حمص وأريافها تفاجئ الحضور بها مسترجعين ذكرياتهم ومنهم من بكى خاصة فئة النساء لا سيما أثناء عرض الفلم الوثائقي بعنوان "التغريبة الحمصية"، ومن ضمن مجريات المعرض ألقى الشاعر الحمصي فراس الرحيم قصيدة عن التهجير.

ويؤكد أبو علاء، أنَّ تفاعل الناس مع الفعالية وتأثرهم عبراستعادة ذكريات تهجيرهم خاصة أنَّهم منذ فترة زمنية بعيدة لم يروا مثل هذه المشاهد، "هو دليل على نجاح الفعالية"، مشيراً إلى أنَّ المعرض مستمر ليوم غدٍ حيث سنستضيف طلاب مدراس كي يتعرّفوا على حمص ومراحل تهجيرها ومن الممكن أن يستمر ليوم ثالث حال تطلب الأمر ذلك.

فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب آرام2.jpg
إقبال كبير على الفعالية

من جهته، الناشط وأحد أعضاء الرابطة سعد جمعة، يصف الإقبال على الفعالية بـ "الكبير" من قبل المهجّرين والناشطين والشخصيات العامة، وأبدى الحضور إعجابهم للفعالية من حيث التنظيم وعرض الفقرات واستقبال الضيوف الذي كان عبر مجموعة أطفال يحملون بروشوراً تعريفياً بالحملة ووردة حمراء.

فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب آرام16 - Copy.jpg
ويقول الناشط: "أنا كمهجّر آلمني جداً رؤية صور التهجير فهي قاسية جداً ومليئة بالجروح، فكلّ صورة لها حكاية مؤلمة".

ويضيف: "كانت أيام التهجير من مدينتي الحولة بريف حمص الشمالي، صعبة جداً فلا يوجد شعور يكسر قلب الإنسان أكثر من اقتلاعه من بيته وأرضه مقابل رفضه لحكم الأسد، لتبقى الذكريات تُرهق تفكير كلّ مهجّر، خاصة عندما يستعيد ذلك برؤية الصور حيث يعود الإحساس ذاته وتنزل دموعك دون شعور".

ويتابع جمعة: إنَّ "الشعور الثاني هو الخوف من المصير المجهول، فأنت خارج من منطقتك لا تعلم أين ستسكن وماذا ستعمل، وكيف ستكون حياتك الجديدة في الشمال السوري.. فحين وصول حافلات التهجير إلى النقطة الفاصلة بين المعارضة والنظام في مدينة قلعة المضيق غرب حماة انهرتُ بالبكاء.. نعم هنا لم يعدْ لي عودة ثانيةً فقد بدأت الرحلة الجديدة".

فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب آرام3.jpg

مراحل تهجير حمص

يعتبر شهر أيار/ مايو، بالنسبة إلى أهالي حمص، شهر التهجير القسري، حيث هُجِّر قسرياً في هذا الشهر من أنحاء مختلفة من حمص، بدأ في أيام 7و 8 و9 أيار 2014 بتهجير ثوار أحياء حمص القديمة بعد حصار شديد استمر 700 يوم (تخلله تدمير قرابة الـ 70% من الأبنية السكنية) إلى ريف حمص الشمالي، كان عددهم 2096 ثائراً بينهم بضع عائلات، سبقه بثلاثة أشهر تهجير نحو 250 عائلة والجرحى برعاية الأمم المتحدة إلى حي الوعر.

وفي 20 أيار 2017 تم تهجير الدفعة الثانية عشرة والأخيرة من حي الوعر بعد حصار استمر نحو أربع سنوات إلى أرياف إدلب وحلب حيث استمرت رحلة التهجير لنحو 21 ألفاً بالحافلات الخضراء لمدة شهرين متواليين.

وكانت ميليشيات الأسد سيطرت على كامل المحافظة البالغ عددُ سكانها نحو مليوني نسمة (حسب إحصاء 2011) في 17 أيار 2018 بعد وصول الدفعة التاسعة والأخيرة إلى أرياف حلب وإدلب مع ثوار جنوبي حماة، بما يُقاربُ الخمسة وثلاثون ألفاً وستمئة وثمانية وأربعون شخصاً (حسب منسقو استجابة سوريا).

أمَّا التهجيرُ الأولُ للمدينةِ، فكانَ نزوحاً فرديّاً دونَ تنسيقٍ أو حمايةٍ، بل الكثير مِنَ الهاربينَ مِنَ الموتِ لاحقتهم القناصات والقذائف خلال عُبُورِهم لأحياء أكثرَ أمناً، حيث جاء النزوحُ بعدَ قصفِ الأحياءِ الثائرةِ بقذائفِ الهاون، تلاها ارتكابُ شبيحة الأسد مجازر ميدانية بسكينٍ طائفيةٍ خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2012، حيث هُجِّرت أحياءٌ بكاملها (بابا عمرو وجوبر والسلطانية والأحياء القديمة ودير بعلبة والبياضة والخالدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص) بما يُعادل ثلثي السكان.

في حين، تم تهجير مدينة تدمر بالكامل البالغ عددهم قرابة الثمانين ألفاً، عندما سَيْطَرَ عليها تنظيمُ داعش في 20 أيار عام 2015، إضافةً لعشراتِ آلافِ المُهجّرينَ مِنَ القرى المحيطة بها شرق حمص.

كذلك تم تهجير مناطق ريف حمص الجنوبي أبرزها قرى المباركية، وكفرعايا، ومدينة القصير وقراها عندما سيطرت عليها ميليشيات الأسد وحزب الله في الخامس من حزيران 2013 بما يُقدّر بنحو مئة ألف مُهجّر، تلاها في ذاتِ الفترة الزمنية غربي حِمْصَ نزوحُ معظم سكان مدينة تلكلخ إلى جانب بلدات محيطة بها، بنحو أربعينَ ألفِ مُهجّرٍ من الأغلبية السنّية.
فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب آرام.jpg
فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب آرام1 - Copy.jpg
فعالية بإدلب للتذكير بتهجير حمص- عدسة محمود الديب آرام5.jpg
اقرأ أيضاً: