الثلاثاء 14 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

المؤامرة بين غفران وراسنة وشيرين أبو عاقلة

04 يونيو 2022، 07:32 م
المؤامرة بين غفران وراسنة وشيرين أبو عاقلة

طارق الدغيم

كاتب سوري

04 يونيو 2022 . الساعة 07:32 م

استشهدت غفران وراسنة وهي صحفية وأسيرة محررة أرداها القتلة الإسرائيليون بدم بارد بذريعة شكوكهم بأنها أرادت طعن أحدهم.. لكن بعض مرضى المؤامرة لم يستطيعوا تمرير خبر موتها دون إضافة لوثتهم عليه.

لذلك انتفض "الجهابذة الغيورون" إثر خبر استشهاد غفران لكن ليس لدمها أبداً ولا لتكريمها ورثائها ولا للكلام عن الجريمة البشعة، بل للمقارنة بين هذا الخبر وخبر مقتل شيرين أبو عاقلة الإعلامية في قناة الجزيرة، وأن الاهتمام الذي لاقته شيرين كان بسبب نصرانيتها وبسبب جنسيتها الأمريكية، و و وغير ذلك من ترّهات المؤامرة..

وأظنّ أنّ طفلاً صغيراً يمكنه أن يجيبكم عن ذلك، بأنّ الوطن العربي من محيطه إلى خليجه يعرف من هي شيرين وهي الحاضرة في ذاكرة كلّ عربي كان يشاهد الجزيرة، وتغطياتها الصحفية المستمرة عبر ربع قرن للقضية الفلسطينية.. وحتى أن كثيراً ممن رثوا شيرين وترحّموا عليها قبل دخول معركة الترحم لم يكونوا يعرفون دينها، لولا المعارك المخجلة التي حدثت فيما بعد والتي كان يمكن تأجيلها حتى يبردَ دمُ القتيلة ونستغل دمها في ما قتلت من أجله في فضح العدو الإسرائيلي وتجريمه.

ثم إنّ الأمر أبسط من عقد هذه المقارنات بكثير.. فكم قُتل من الفلسطينيين والسوريين وكم استشهد من الأبطال في المعارك بين الحق والباطل..  فلماذا إذن نحن لا نتذكر ولا نعرف أصلاً إلّا بضع عشرات منهم كانوا أيقوناتٍ ورموزاً، ليس بسبب فارق التضحيات والبطولة مع غيرهم، بل لأنّهم عُرفوا واشتهروا فحسب، ورضي الله عن عمر حين قال في عدد من الذين قتلوا في المعارك مع الفرس ولم يعرفهم فقال "لا يضرهم ألا يعرفهم عمر لكنّ الله يعرفهم" .. .

وإنّني أظنّ أنّ لوثة المؤامرة هذه ليست أكثر من نوعٍ في المزايدة رخيصٍ، يستخدمه أصحابها كسنّارات الصيد يرمونها بين الناس، فلا تقع إلا على من تغلبهم العاطفة على عقولهم وتسْلمهم الغشاوةُ إلى العمى، فيُتلاعبُ بهم حتى إذا انخدعوا وانساقوا وراء ما يريده المؤامرتيون، انقضّوا عليهم بباقةِ آرائهم ومعتقداتهم واحدةً تلو الأخرى.

أخيراً يا عزيزي المنخدع وعزيزتي المنخدعة.. لديكم كنزٌ بين أكتافكم كرّمكم به ربّكم فلا تُسلْموه .. ويا أيها المؤامراتيون كُرمى لدينكم ومقدّساتكم؛ عالجوا ورم المؤامرة المتضخم في أدمغتكم!.