الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

ناشطو عفرين يحيون الذكرى التاسعة لمجزرة الآبار في رسم النفل جنوب حلب

25 يونيو 2022، 05:51 م
وقفة في عفرين بذكرى مجزرة رسم النفل جنوب حلب عدسة أمين العلي
وقفة في عفرين بذكرى مجزرة رسم النفل جنوب حلب عدسة أمين العلي

آرام - أمين العلي

أحيا أهالي وناشطون في مدينة عفرين شمال محافظة حلب شمالي سوريا، الذكرى التاسعة لمجزرة قرية "رسم النفل" بريف حلب الجنوبي، التي ارتكبها نظام الأسد، والميليشيات الإيرانية، في 23 حزيران/يونيو 2013، وراح ضحيتها 200 وثمانية مدنيين.

وحضر الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الحراك الثوري لريف حلب الجنوبي، أمس الجمعة، عدد من المهجرين ومشايخ الدين ونشطاء إعلاميين، مستنكرين عجز العالم العربي والغربي، ومنظمات حقوق الإنسان، إيقاف المجازر في سوريا، وصمت العالم عن مجزرة رسم النفل التي لم ينجو منها سوى شخص واحد، والمجازر الأخرى التي ارتكبها نظام الأسد وميليشياته.
وقفة في عفرين بذكرى مجزرة رسم النفل جنوب حلب عدسة أمين العلي3.jpg
ومن الحضور في الوقفة قال لشبكة "آرام"، مصطفى الهلال، مهجّر من قرية القبتين المحادية لقرية رسم النفل التي حدثت بها المجزرة قبل تسع سنوات: "في تاريخ 05/02/2013 جاء خبر بقدوم رتل عسكري ضخم للنظام، حيث استطاعت بعض فصائل الجيش الحر أن تعرقل مسير الرتل، لكنها لم تستطع صده عن المنطقة، لوجود الطائرات في السماء واتباع سياسة الأرض المحروقة".

وأضاف: "نحن خرجنا من القرية إلى الجبل، وعندما وصل الرتل إلى قرية أم عامود وصلتنا أخباراً بأن جيش النظام ارتكب مجزرة في قرية أم عامود بحق 56 مدنياً منهم من ألقاهم في آبار المياه، ومنهم من حرقهم حرق، ثم دخل الرتل إلى معامل الدفاع في 07/02/2013 كان الرتل مدججاً بالجنود والسلاح الثقيل، والشاحنات، والباصات".

وتابع الهلال حديثه: "بعد وصول جنود النظام إلى معامل الدفاع توزعوا وبدأوا بوضع الحواجز حتى قريتي التي وضعوا فيها حاجزين، وبنفس الوقت ارتكبوا مجزرة بحق 12 مدنياً في قرية جنيد، بعدها أصبحت المعارك كر وفر بينهم، وبين الجيش الحر حتى تاريخ 21/03/2013".

وأردف: "دخل النظام وبدأ بحرق القرى، ومن تلك القرى قريتي القبتين، ولكنها كانت خالية من السكان، وحتى تاريخ الشهر الخامس 2013 وصلنا خبر بارتكاب النظام مجزرة في قرية المزرعة، بحق مئة مدني بينهم نساء وأطفال، حيث قتلهم النظام ورماهم في الآبار".

وأكمل قوله: "في 21/06/2013 دخل النظام ومعه رتل للميليشيات الإيرانية وعدد من شبيحة المنطقة، منهم الشبيح أحمد الجاسم، إلى قرية رسم النفل ولم يكن فيها أحد سوى الأهالي المدنيين فقاموا باعتقال الأهالي بشكل كامل، ووضعوا الرجال في المجمع الصحي، ووضعوا النساء في المدرسة، وعدد المدنيين الذين كانوا في القرية مئتان وثمانية أشخاص".

وأشار إلى أنَّ "بقية سكان القرية المتواجدين خارجها في المناطق المحررة، بدأوا يناشدون الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من أجل أهاليهم الذين بقيوا في القرية، واعتقلهم النظام لكن دون استجابة، حتى الشهر السابع أعلن الجيش الحر عن تحرير قرية رسم النفل، وعادت الأهالي ليجدوا جثث البعض من ذويهم محروقين ومقتولين ومنهم إمام المسجد قتل وهو يقرأ القرآن الذي تلطخ بدمه".

وأضاف الهلال: "وجد الثوار 56 فرداً مقتولين من عائلة فرج الفواز، ووجدوا أب وابن وبنت وزوجته وطفلة عمرها يومين، وعمتي وابنتها معاقة، ومن ثم ذهبوا للبئر ليجدوا كلّ من بقي بالقرية مقتول ومرمي في البئر، حيث تمكنوا من إخراج ثلاثة أشخاص أحياء منهم اثنين بعد أن خرجوا من البئر شربوا ماء وماتوا على الفور والشخص الآخر لا يزال حي يرزق حتى الآن في المناطق المحررة، هو الوحيد الذي نجا من المجزرة".

وقفة في عفرين بذكرى مجزرة رسم النفل جنوب حلب عدسة أمين العلي4.jpg

وفي سياق متصل، تحدث الناشط عبد الهادي العبود، من ريف حلب الجنوبي لشبكة "آرام" عن تفاصيل مجزرة قرية المزرعة، إذ كان يوم اقتحام جيش الأسد للقرية هو زفاف لأحد سكانها، وحينها طالب الجيش أهالي القرية بالتجمّع في منزل أهل العريس حيث تم حرقهم داخل المنزل وعددهم نحو 25 شخصاً.

بينما القسم الآخر، من السكان حسب الناشط، تم تطميش عيونهم وزجهم في سيارة كبيرة واقتيادهم إلى أحد الآبار وقالوا لهم: "انزلوا فقد وصلنا" وبحجة أنَّ الضابط يشك بأن يكون أحدهم من المطلوبين تم رمي 17 شخصاً دفعة واحدة في أحد الآبار، ثم رميهم بالرصاص، استطاع اثنان منهم الالتصاق بجانبي البئر وبقيا سبعة أيام في قاع الجب.

وأضاف العبود، أنَّ المجزرة اكتشفها شقيق أحد الضحايا، حيث كان يعمل في لبنان وعندما مضى أسبوع على انقطاع الاتصال بأهله قدم إلى قرية المزرعة من لبنان عبر طريق تهريب، وأجهش باكياً عندما رأى الدمار والدماء، وعند اقترابه من الجبّ سمع صوت شقيقه وأحد أقربائه، فذهب وأتى بنحو خمسة أشخاص ليساعدوه بإخراجهم من الجبّ، فتوفي أحدهما (شقيقه) فور خروجه من الجبّ بينما الآخر هو الناجي الوحيد من هذه المجزرة ما يزال على قيد الحياة، وأخبرهم بأنّه شرب الماء الذي اختلط بدماء الضحايا.

أمّا بالنسبة للعروس، فقد ذهبت مع جدتها لرؤية الضابط، وقبل وصول الجدّة، رماها عساكر النظام بالرصاص برجلها، فدخلت العروس بمفردها وبعد خمس دقائق خرجت العروس والنار مشتعلة فيها ولم يُعرف كيف توفت حرقاً. حسب العبود.

ومن جهته، الائتلاف الوطني السوري، قال في بيان له: "يؤكد الائتلاف الوطني أن نظام الأسد لم يغير سلوكه طيلة السنوات السابقة ولن يغيره لأنه مبني على الإرهاب، كما أن استمرار وجوده في سوريا ما يزال خطراً على الشعب السوري، سواء في المناطق المحررة أو في المناطق التي يسيطر عليها، لذلك فإن محاكمته وتطبيق الانتقال السياسي في سوريا وفق قرار مجلس الأمن 2254 يخدم جميع السوريين".

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت 192 ضحية، بينهم: 27 طفلاً و21 امرأة قضوا نحبهم في مجزرة رسم النفل جنوب حلب، وهي مجزرة عُرف بوقوعها بعد شهر من حدوثها.

وتقع قرية رسم النفل التابعة لناحية خناصر قرب طريق حماة – خناصر – السفيرة – حلب، والذي كان حينها الطريق البري الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة النظام وسط البلاد بمناطق سيطرته في الأحياء الغربية من حلب، ويعمل أهلها الذين لا يتجاوز عددهم ألفي شخص، بتربية المواشي والزراعة.

يذكر أنَّ فصائل الجيش الحر حاولت في عامي 2013 و2014، السيطرة على هذا الطريق الاستراتيجي أربع مرات، ودارت عشرات معارك الكر والفر، لحين أحكمت ميليشيات الأسد سيطرتها على الطريق وأمّنت محيطه، لتبدأ بتمشيط القرى الصغيرة المترامية في هذه البادية.

اقرأ أيضاً: