السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

رسالة عاجلة من مخيم الركبان.. هل يسعى الائتلاف الوطني لإيجاد حل؟

08 اغسطس 2022، 11:55 م
رسالة عاجلة من مخيم الركبان.. هل يسعى الائتلاف الوطني لإيجاد حل؟

عائشة صبري

صحفية سورية

08 اغسطس 2022 . الساعة 11:55 م

آرام – عائشة صبري

تستمر معاناة مخيم الركبان الواقع في البادية السورية على الحدود مع الأردن، لا سيما مع تشديد نظام الأسد لحصاره خلال الأشهر الأخيرة مع تخفيض كميات المياه الواصلة للمخيم من الأراضي الأردنية، وسط مساعٍ من الناشطين والسياسيين لإيصال صوت المحاصرين.

ويطالب أهالي المخيم في رسالة عاجلة، الاثنين، وصلت لشبكة "آرام"، كافة الفصائل العسكرية وممثليهم السياسيين والإعلاميين، وكافة الإعلاميين والنشطاء المدنيين والشبكات والقنوات الإخبارية، وجميع المؤسسات والمنظمات والفعاليات الثورية وإلى كل إنسان، "نناديكم من مخيم الركبان المنسي افتحوا لنا طريق آمن إلى الشمال السوري"، مؤكدين أنَّ هذا مطلبهم الوحيد.

وبعد التفاعل مع حملة "أنقذوا مخيم الركبان"، يؤكد الإعلامي المقيم في مخيم الركبان عماد غالي، لشبكة "آرام"، أنَّ أهالي المخيم قد يئسوا من أن يساعدهم أحد خاصة بعد الاحتجاجات والاعتصامات المتكررة التي قاموا بها خلال السنوات الماضية، لذلك لم يتفاعلوا مع الحملة التي أطلقت لأجلهم مؤخراً، فلا يوجد أية نتائج ملموسة بعد.

ازدياد الوضع الإنساني سوءاً

يقول غالي: إنَّ الواقع الصحي سيء للغاية ولا يوجد أي طبيب في المخيم، مع استمرار إغلاق الأردن النقطة الطبية (عون) منذ انتشار جائحة كورونا مطلع العام 2020، فضلاً عن تفاقم المعاناة مع انتشار الأمراض ولدغات العقارب والأفاعي، ويقتصر العلاج في نقطتين طبيتين بجهود محلية دون أي دعم أو معدات أو توافر أدوية ضمن الحد الأدنى من الإمكانات الطبيّة.

ويشير إلى أنَّ حالات الولادة القيصرية يدفع البعض إلى إرسال نسائهم لمناطق سيطرة نظام الأسد، عبر طرق التهريب لكن التكلفة باهظة، إذ تتراوح تكلفة إرسال الامرأة الواحدة ما بين 1500 إلى 2000 دولار للذهاب مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا يكون زوج المرأة مطلوب للأفرع الأمنية.

وينوّه غالي، إلى أنَّه كل عام يحدث انقطاع أو خفض بكميات المياه التي يتم ضخها عبر الأردن، وذلك  عبر منظمة "اليونيسيف" ويتم مراقبتها في المخيم من قبل منظمة "عالم أفضل"، لافتاً إلى أنَّ هذا العام كان موضوع ضخ المياه "صعباً جداً" وحدثت الكثير من المشاكل والصعوبات بسبب قلة ونقص كميات المياه المقدمة للأهالي والتي لا تسد رمقهم بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث نظم قاطنو المخيم وقفات احتجاجية تطالب منظمات الأمم المتحدة بزيادة كمية المياه في أسرع وقت ممكن.

ويشدد غالي، على دور الناشطين والحقوقيين والجهات الثورية بشكل عام في تسليط الضوء بشكل متواصل على المخيم المنسي، فيما تسعى الجهات المعنية في المخيم للتخفيف عن الأهالي لكن لا يستطيعون عمل أي شيء ولم يقدّم لهم شيء، فالقرار دولي بامتياز، ورغم تواصلهم مع المنظمات الإنسانية والاغاثية، "لم نجد استجابة".

اقرأ أيضاً: الأردن: لن نُدخل المساعدات من أراضينا لمخيم الركبان

دور الائتلاف الوطني

في الثالث من الشهر الجاري، طالب الائتلاف الوطني في بيان له، بموقف دولي عاجل يكبح جماح نظام الأسد عن حصار العائلات في مخيم الركبان، حفاظاً على أرواح آلاف المدنيين الذين هجّرهم هذا النظام، وطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها والعمل بشكل فعّال يضمن حياة كريمة لآلاف العائلات في المخيم، وعقدت الهيئة السياسية في الائتلاف، اجتماعاً طارئاً لبحث الأوضاع المعيشية المتردية في مخيم الركبان وظروف حصاره.

وعن دوره في هذا الأمر، يقول عضو الهيئة العامة للائتلاف الوطني، أيمن العاسمي، في تصريح لشبكة "آرام": إنَّ الائتلاف الوطني يعمل على التواصل مع الأمم المتحدة، من أجل توفير فرص الحياة الكريمة لأهلنا في مخيم الركبان وفك الحصار الظالم عنهم".

ويضيف: كان هناك رسالة للأمين العام للمتحدة أنطونيو غوتيريش، من قبل رئيس الائتلاف سالم المسلط، بالإضافة إلى مجموعة رسائل أخرى أُرسلت إلى عدد من الدول منها وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، كما يتم التواصل مع المنظمات الأممية والدول المانحة.

ويحمّل الائتلاف المسؤولية المباشرة للأمم المتحدة، حسب العاسمي، كونهم هم القادرون على الحل مع المملكة الأردنية في ظل حصار الأسد للمخيم، لأنَّ عموم السوريين يرون أنَّ سكوت الأمم المتحدة عن هذه القضية هو دفع للقاطنين في المخيم من أجل العودة القسرية إلى مناطق سيطرة النظام.

ويشير العاسمي، إلى أنَّ عدد المدنيين في المخيم قبل عدة سنوات كان ما يعادل السبعين ألفاً، بينما العدد الحالي تناقص إلى حدود الثمانية آلاف، بسبب الحصار المفروض منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018، مضيفاً: "فلا نستطيع النظر إلى هذا الأمر إلا أنَّه دفع بالمدنيين إلى المصير الذي ينتظرهم عند النظام وهو الاعتقال والقتل، وتجنيد الشباب في ميليشياته التي تعيث فساداً في سوريا، ولا خيار أمام المدنيين إلا الموت عطشاً أو الموت في معتقلات النظام، وهذه مسؤولية الأمم المتحدة".

اقرأ أيضاً: مطالب للأمم المتحدة بالسعي لفك الحصار عن مخيم الركبان

مساعٍ محلية من أجل المحاصرين

يقول عدنان رحمون، المهتم بقضايا اللاجئين والنازحين السوريين لشبكة "آرام": نحاول مساعدة أهالي مخيم الركبان، إذ أطلقنا حملة "أنقذوا مخيم الركبان" في نهاية تموز/يوليو الماضي، التي لاقت تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ليس بالشكل المطلوب، وبعدها أطلقنا حملة "كسر الحصار عن مخيم الركبان" في الرابع من الشهر الجاري، ومن نتائجها قيام فصيل "مغاوير الثورة" بتزويد المخيم بـ12 صهريج مياه شرب، لكن هذا لا يكفي، للأسف التفاعل يكون لحظي ولا يوجد متابعة.

ويضيف رحمون، أنَّه يواصل اتصالاته مع الجهات المعنية والمسؤولة عن أوضاع المشردين قسرياً في المخيم، لكن ردود الأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين، والمبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، لا ترقى لمستوى الحدث والمأساة.

ويلفت العضو السابق في دائرة شؤون اللاجئين في الائتلاف الوطني السوري، إلى أنَّ مسألة إنهاء مأساة المشردين قسرياً في مخيم الركبان بيد الأمريكان المتواجدين في قاعدة "التنف"، مضيفاً: "تواصلنا سابقاً مع قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وكان الطلب الأساسي نقل المخيم باتجاه الشمال المحرر، حيث تفاعلوا معنا وبعدها تم تجاهل الأمر".

ويذكر رحمون، أنَّهم في صدد ترخيص مؤسسة مختصة بقضايا اللاجئين والنازحين، مؤكداً "ننتظر الوصول إلى نتائج حقيقية وملموسة حول مخيم الركبان لنعلنها على الملأ، وسنتابع الضغط حتى نصل إلى نتيجة".

اقرأ أيضاً: ناشطون سوريون يطلقون حملة لإنقاذ قاطني الركبان من العطش

وفي سياق متصل، يوضح المجلس الإسلامي السوري، أنّ الكارثة التي تحلّ اليوم بسكان مخيم الركبان يتحمّل مسؤوليّتها أولاً العصابة الحاكمة في دمشق، بينما تتحمل الأمم المتحدة ومنظّماتها العاملة في المنطقة التي تأخذ الأموال من المانحين "مسؤوليّة مضاعفة" في عدم وصول الأموال إلى مستحقيها فضلاً عن وصولها في أكثر الأحيان إلى العصابة المجرمة.

ودعا المجلس في بيان له، أصحاب رؤوس الأموال ومنظّمات الإغاثة في الأمة كلها إلى المبادرة بحلٍ جذريّ لهذه المشكلة، وأن يقوموا بواجبهم الإنسانيّ تجاه المهجّرين، مؤكداً أنّ المخيّمات كلّها داخل سوريا وخارجها مظهرٌ غير مقبول، والواجب إعادة النازحين والمهجّرين إلى بيوتهم بعد إزالة هذه العصابة وأجهزتها الأمنيّة.

يذكر أنَّ مخيم الركبان تأسس كنقطة عبور مؤقتة إلى الأراضي الأردنية في العام 2013 إلى أن أغلق الأردن حدوده عام 2016 وبدأ السكان ببناء غرف من الطين، ورغم المخاطر الكبيرة باعتقال العائدين واحتجاز العائلات في مراكز مؤقتة بمحافظة حمص، إلا أنَّ دفعات الخارجين من المخيم بدأت تتوالى مع إعلان روسيا عن فتح "ممرات إنسانية" في 19 شباط/ فبراير 2019، لتخرج أولى الدفعات بنحو 665 شخصاً مطلع الشهر الرابع 2019.

اقرأ أيضاً: شبكة حقوقية تطلق نداء استغاثة عاجل حول مخيم الركبان

شاهد إصداراتنا: