السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

نظام الأسد يقدم عرضاً لمهجري معرة النعمان.. و"آرام" تتحقق من واقع المدينة

28 سبتمبر 2022، 11:41 م
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يحاول نظام الأسد والميليشيات التابعة له بشتى الوسائل استمالة المهجرين من مدن وبلدات أرياف إدلب الخاضعة لسيطرة النظام، وخداعهم عبر التطمينات الزائفة لإقناعهم بالعودة إلى مناطقهم، ثم الفتك بهم بالطرق التي اعتاد عليها الشعب السوري، من قتل وتعذيب واعتقال وإخفاء قسري.

آخر فصول هذه التطمينات، كانت على لسان محافظ إدلب التابع للنظام، المدعو ثائر سلهب، حيث زعم أن "السلطات ستسمح لأهالي مدينة معرة النعمان بريف إدلب بالعودة إليها اعتباراً من الأسبوع المقبل".

وادعى أن "ذلك يأتي عملاً بتوجيهات بشار الأسد"، مضيفاً أنه "بالتوازي مع عودة الأهالي إلى مدينة معرة النعمان ستنطلق أعمال تأهيل البنى التحتية، والمرافق الخدمية في المدينة التي تعرضت خلال الفترة الماضية لتخريب واسع من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، قبل دحرها على يد الجيش العربي السوري"، على حد وصفه.

ووفقاً لادعاءات الشخص المذكور، ستشمل "أعمال التأهيل شبكات الكهرباء والمياه والطرق والهاتف وغيرها من الخدمات التي يحتاجها الأهالي في حياتهم، وستتم بشكل تدريجي، ووفق الإمكانات المتاحة والظروف المتوافرة، وبما يواكب أعداد المواطنين العائدين إلى منازلهم".

دعوات ملغومة

لن يستطيع نظام الأسد خداع السوريين بالسهولة التي يتوقعها، خاصة أن معظم المدنيين القاطنين في شمال غربي سوريا فضّلوا العيش في الخيام، على العودة إلى منازلهم ومناطقهم الخاضعة لسيطرة النظام، لأن العودة تعني بشكل أو بآخر الموت على يد النظام وشبيحته.

وتعليقاً على دعوات النظام، قال المرصد "أبو بحر"، وهو من مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، إنّ "أهالي المعرة لن يوافقوا على العودة للمدينة طالما أنها تحت وصاية من قتل أبنائنا وأطفالنا وشبابنا وهجر الشعب السوري ودمر كل شيء".

وأضاف المرصد في تصريح خاص لـ"آرام": "إلى الآن تصلنا الصور والفيديوهات من المعرة ونشاهد الدمار وسرقة الممتلكات من قبل عناصر النظام وميليشياته، المعرة اليوم لا تصلح إلا لسكن الوحوش، فالبنية التحتية مدمرة ومنهوبة، والمنازل مدمرة وتم نهب ما تبقى منها من نوافذ وأبواب، حتى الحديد يتم استخراجه من أسقف المنازل".

وتابع: "لن يعود للمعرة ويلبي طلب رئيس العصابة بشار إلا من هم على نهج إجرامهم، ولن يعود سوى من يشبح لهم أو يعمل ضمن نظامهم، أما المدنيين والمهجرين لن يفكروا بالعودة، فهذه العصابة لا يؤمن جانبها، ومن يعد سيعتقلونه ويساق إلى أقبية المخابرات كما حصل في خان شيخون وبعض قرى ريف المعرة الشرقي".

وبحسب المرصد "الجميع يعلم أن هذا القرار الذي أصدره زعيم العصابة بشار هو عمل مخابراتي وإعلامي لا أكثر، ومن باب أولى إخراج مئات الآلاف من المعتقلين في السجون".

وأشار إلى أنه "لن نعود إلى المعرة إلا وقد انتهت وأزيحت العصابة الحاكمة وتغير هذا النظام الفاشي المجرم، وقد خرجنا في ثورة وقدمنا الغالي والنفيس لنتخلص من الذل، وننال الحرية، ولن نعود إلا بتحقيق أهدافها ألا وهي تغيير وإسقاط النظام القاتل".

وختم المرصد: "نعود ونكرر، لا عودة إلى أي مدينة كانت في سوريا بوجود عصابات الأسد، دماء أطفالنا وشبابنا لم تجف إلى الآن من قصف طيرانهم ومدافعهم، لن ننسى أياماً قضيناها بالخوف، ولن ننسى أنين من استشهد تحت أنقاض المنازل، ولن ننسى لحظات القهر في مجازر السوق في المعرة، والتي كانت أصعب من الموت.. لا عودة بوجود عصابة بشار الأسد".

الانتقام من معرة النعمان

نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في عام 2020 تقريراً بعنوان "تدمير المدن وما حولها وتشريد أهلها والسطو على ممتلكاتهم ثلاثية النظام السوري الخبيثة لمعاقبة المطالبين أو الحالمين بالتغيير السياسي"، قالت فيه إن تدمير مدينتي معرة النعمان وسراقب وتشريد السكان نموذج واضح عن تكتيك النظام الذي اتبعه ضمن الحملة العسكرية الأخيرة التي بدأت منذ مطلع كانون الأول 2019 حتى آذار 2020.

وأوضحت أنَّ تدمير المدن وما حولها وتشريد أهلها والسطو على ممتلكاتهم ثلاثية النظام الخبيثة لمعاقبة المطالبين أو الحالمين بالتغيير السياسي، وقد استعرض التقرير الذي جاء في 25 صفحة خلفية عن التدمير والتشريد القسري في إدلب وما حولها، وأشار إلى أن النظام وحليفيه الروسي والإيراني يتصدرون بقية أطراف النزاع بمسؤوليتهم عن عمليات التشريد القسري بفارق شاسع.

وأرجع التقرير ذلك لأسباب عدة، على رأسها استخدام سلاح الطيران، والقصف البربري العنيف وخوف السكان من عمليات انتقامية وحشية، أو من الاعتقال والتعذيب أو التجنيد اللا شرعي، مضيفاً أنَّ الحملة العسكرية المركزة التي بدأت في 26/ نيسان/ 2019 كانت قد تسبَّبت في الأشهر الأولى منها في تشريد مناطق واسعة، قبل أن يكثف النظام وحلفاؤه نهاية عام 2019 من هجماته العسكرية على محافظة إدلب وما حولها، مستهدفاً في هذه الحملة مدينة معرة النعمان وسراقب وما حولهما، وريف حلب الشمالي الغربي.

ولفت التقرير إلى أن النظام وحليفه الروسي كانا يقومان بعمليات قصف مستمرة شبه يومية على مدينة معرة النعمان، لم تقتصر مطلقاً على الحملة الأخيرة التي بدأت مع نهاية عام 2019، إلاَّ أنَّها اشتدَّت وكانت أكثر تركيزاً في غضونها، حيث ترجع عملية تدمير المدينة وتشريد أهلها إلى نيسان/ 2019.
 
ويرتبط تشريد أهالي مدينتي معرة النعمان وسراقب بشكل عضوي بعملية الدمار، لأن عمليات تدمير المدن والبلدات كانت هدفاً مقصوداً من أجل دفع الأهالي نحو الاستسلام والتشرد والذل، إذ أكد التقرير أن المشردين عادة ما يكونون أكثر فئات المجتمع فقراً؛ نظراً لخسارة منازلهم ومحتوياتها ومحلاتهم التجارية.

وخلال التقرير نفسه، تم تقديم مدينة معرة النعمان كنموذج دراسة عن واقع التدمير الذي وقع على المدن في الحملة التي بدأت مطلع كانون الأول/ 2019، وذلك نظراً لأنها المدينة الأكبر وذات الكثافة السكانية الأعلى بين المناطق التي سيطر عليها النظام في حملته الأخيرة، التي امتدت حتى آذار 2020.

وقد اعتمد التقرير على صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في 27/ شباط/ 2020، أي بعد أن سيطر النظام وداعميه على المدينة، وذكر أنه تم تحديد نقاط الدمار في المدينة، التي بلغت قرابة 770 نقطة: 15 منها كانت لمبنى مدمر بشكل كامل، و716 نقطة لمبنى متضرر بشكل متوسط، و36 نقطة لمبنى متضرر بشكل طفيف.

وتم حساب نسبة نقاط الدمار إلى مساحة المدينة المأهولة بالسكان التي قام فريق العمل بتحليلها والتي تبلغ قرابة 8.5 كم مربع (850 هكتاراً)، وخلص التقرير إلى أنه في كل 1 كم مربع يوجد 90 نقطة تعرضت للدمار (9 نقاط في كل 10 هكتارات) أي أن ما لا يقل عن 2 بالمئة من مساحة المدينة مدمر بشكل كامل، وقرابة 40 بالمئة منها مدمر بشكل جزئي.
 
وطبقاً للتقرير، فإن التدمير الذي أصاب مدينة معرة النعمان ليس حالة فردية، بل بالإمكان إلى حدٍّ بعيد تعميمه على مختلف المدن والبلدات التي يرغب النظام بالسيطرة عليها، وفي هذا السياق استعرض التقرير مدينة سراقب كنموذج إضافي يظهر أن تدمير المدن والبلدات وتشريد أهلها هو هدف بحدِّ ذاته لدى النظام من أجل إيقاع أقسى أنواع العقوبات الممكنة على كل من طالب بالتغيير السياسي.
 
ويخلص التقرير إلى أن عمليات القصف المتواصل والمستمر على مدى أشهر طويلة، واستهداف المراكز الحيوية والأحياء السكنية المدنية، وعدم تركز القصف على خطوط القتال، بل استخدام سياسة القصف العشوائي عديم التمييز بين المدنيين والمقاتلين بشكل واسع، إضافة إلى خوف السكان من عمليات انتقامية، كل ذلك أدى إلى أن ينزح السكان عن مناطقهم بمجرد أن تقترب قوات النظام وحلفائه منها، وهذا ينسف رواية النظام التي تزعم أنه يقوم بتخليص الشعب السوري من "الإرهابيين".

اقرأ أيضاً:
ماذا بعد تجدد القصف الروسي على ريف إدلب؟
الفصائل تدمّر غرفة عمليات إيرانية بريف حلب

شاهد إصداراتنا: