وصفت رويترز في تحليل لنتائج الانتخابات التركية سنان أوغان بأنه "صانع الملوك" في جولة الإعادة، مستندة على نسبة الـ5% التي حصل عليها في الجولة الأولى، والتي يُمكن بالفعل أن تُرجح كفة أردوغان أو قليجدار أوغلو.

لكنّ هذه العبارة غير دقيقة ومبالغ فيها بشدة، قوة أوغان الحقيقية لا تتجاوز 2.5% وهي النسبة التي حصل عليها تحالفه في الانتخابات البرلمانية.

أما الـ 3% الأخرى التي حصل عليها، فلا يُمكن تصنيفها ضمن كتلته الصلبة لأن معارضتها لأداء التحالف السداسي وهندسة قليجدار أوغلو للتحالفات الحزبية وتعاونه مع حزب الشعوب الكردي، هي من حددت سلوكها الانتخابي في الجولة الأولى، قبل انسحاب إينجه، كانت هذه الكتلة تدعم إينجه.

بهذا المعنى، فإنه حتى لو قرر أوغان دعم أردوغان أو قليجدار أوغلو فلن يتمكن من توجيه الـ5% إلى أحدهما، لكنّ في حال قرر دعم أردوغان، فإن الأخير في لغة الحسابات يضمن الفوز لأنه يحتاج أصواتاً أقل من 2.5% من قوة أوغان الحقيقية، على العكس من ذلك، فإن دعم أوغان لقليجدار أوغلو لن يُساعده في ضمان الفوز، لن يكفي قليجدار أوغلو 2.5%، لذلك أرى أن فرصه بالفوز محدودة للغاية إن لم تكن معدومة، لذلك، أرى أن انتخابات الإعادة شبه محسومة لأردوغان.

السلوك التصويتي المحتمل لـ 3% في جولة الإعادة لن يُحدده أوغان، بل مجموعة من المعايير الخاصة بهذه الكتلة على رأسها الأيديولوجيا القومية، قد لا تدعم جميعها أردوغان لأنّها تُعارضه أصلاً، لكنّ المؤكد أن جميعها لن تدعم قليجدار أوغلو بسبب علاقته بحزب الشعوب الكردي وبدرجة أقل هويته الدينية.

التعبير الأكثر دقة هو أن أوغان "قد يلعب دوراً حاسماً" في جولة الإعادة، لا أعلم المغزى من التوصيف المبالغ فيه لحالة سنان أوغان، لكنّه ينم عن عدم فهم دقيق لحالته ولحالة الأصوات القومية "المتمردة" في التحالف السداسي.

اقرأ أيضاً:
• الكونغرس يقرّ قانون "محاربة التطبيع مع نظام الأسد" بأغلبية ساحقة
شاهد إصداراتنا: