كشف الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، معلومات مثيرة حول لقاءات سرية ومستمرة تجمع نظام الأسد مع الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، في الوقت الذي كان يصف نفسه بـ "المقاوم والممانع".
جاء ذلك في ندوة حوارية تحت عنوان "مؤتمر القمة العربية وهرولة الأنظمة العربية للتطبيع مع نظام الأسد.. هل خذلنا العرب" على منصة "كلنا شركاء" المعارضة.
وقال المرزوقي إن أكبر مصيبة حدثت عندما صدقت الشعوب العربية ما يروج نظام بشار الأسد لنفسه على أنه نظام ممانع ومقاوم لـ"إسرائيل"، مؤكداً أنها مجرد شعارات لا قيمة لها.
واستذكر في هذا الشأن قصة حدثت معه عام 2017، قائلاً: "استدعيت لإلقاء محاضرة في جامعة ساوث كارولينا الأمريكية، ووضعوني مع جملة من الأشخاص للحديث عن الأزمة السورية، فكان هناك شخص ألقى علي أسئلة تخص الوضع السوري، ويظهر أنه على دراية دقيقة بالقضايا السورية".
وتابع: "بعد الانتهاء من المحاضرة جاء الرجل للحديث معي وعرّف عن نفسه بأنه إسرائيلي ويدعى أولمرت، وهو شقيق الرئيس السابق للحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، وكشف لي بأنه كان رئيس الوفد الإسرائيلي الذي كان يفاوض نظام الأسد لمدة 10 سنوات".
وقال أولمرت حسبما نقل عنه المرزوقي: "كنا نتناقش ونتباحث مع السوريين في جميع القضايا التي تخص المنطقة، وكنا نسخر من نظام الأسد لأنه كان يدفع لنا أشخاص عاديين ومدنيين، ونحن نعرف بتسلطنا عليهم، أنهم يتلقون الأوامر والتعليمات من ضباط المخابرات العلويين".
ورأى المرزوقي، أن "التنوع العرقي والطائفي في أي بلد ديمقراطي هو ثروة، إلا أنه في بلد استبدادي هو توريط للأقليات، مثلما فعل بشار الأسد بتوريط الطائفة العلوية في أزمة تاريخية لن يخرجوا منها".
وشدد على أن "بشار الأسد لا يحكم سوى 60 بالمائة من سوريا، وهو عبارة عن منفذ للتعليمات الروسية والإيرانية"، مشيراً إلى أنه "ربح المعركة لكنه لم يربح الحرب، لأن مستقبل الشعب السوري هو الرابح".
وأكد على أن "الأسد لا يملك أي استقلال في حكمه، وهو فاقد للشرعية التاريخية وجاء للحكم عن طريقه والده، وفاقد للشرعية الاقتصادية، وأيضاً فاقد للشرعية السياسية المبنية على انتخابات حرة ونزيهة، وبالتالي هو تابع ولم يبق له سوى دعم الحلفاء الخارجيين".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" كشفت بوقت سابق أن هناك اتصالاً مباشراً بين نظام الأسد والجيش الإسرائيلي، بعثت من خلاله تل أبيب رسائل طمأنة للأسد بعدم استهداف قواته ورسائل تحذير للضغط على إيران.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن "تل أبيب سلمت مسؤولين في نظام الأسد والقوات الروسية رسالة مباشرة، عقب ضربات إسرائيلية على مطار حلب ومواقع بالقرب من دمشق".
وأوضحت الصحيفة أن نص الرسالة التي سلمتها تل أبيب للنظام كانت تأكيداً منها أن الضربات الإسرائيلية لا تريد إلحاق الأذى بالعسكريين السوريين، وإنما تستهدف عناصر الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية، سواء حاولوا الهبوط في المطارات المدنية أو تم إيواؤهم في مقارَّ عسكرية للنظام أو بالقرب من القوات الروسية.
اقرأ أيضاً:
روسيا تروج لـ"عودة اللاجئين السوريين" بمؤتمر جديد في دمشق
شاهد إصداراتنا:
