السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

الروس يبعثون رسائل دولية عبر قصف طائراتهم لمنطقة إدلب

10 يونيو 2021، 10:44 م
نزوح الأهالي بعد قصف بلدة أبلين جنوب إدلب 10 6 2021
نزوح الأهالي بعد قصف بلدة أبلين جنوب إدلب 10 6 2021

آرام - عائشة صبري

يرى سياسيون سوريون، أنَّ القصف الروسي الذي أوقع مجزرة في قرية إبلين جنوب محافظة إدلب شمالي سوريا، الخميس، يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية جديدة في المحافل الدولية، ومع الدول المعنية بالشأن السوري، وذلك ما تقوم به روسيا منذ بداية تدخلها في المنطقة.

وتُكثّف روسيا من عمليات القصف قبيل أيّ اجتماع يخصُّ الملف السوري، حيث استبقت اجتماعها مع تركيا قبل يومين بقصف المدنيين، واستبقت اجتماع بوتين مع بايدن المزمع في 16 الشهر الجاري، بمجزرة إبلين اليوم، وبالتالي "تضغط روسيا عبر القصف لتحقيق مكاسب سياسية". حسبما صرّح مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، لشبكة "آرام".

وقبيل كلّ اجتماع رسمي ودولي وإقليمي يخصّ القضية السورية، جرت العادة أن تقوم روسيا بقصف الشعب السوري بنفسها أو عن طريق وكيلها بشار الأسد، وهذا القصف يُسبب مجازر ويخلق حالة من النزوح والتهجير، ويُشكّل عبئاً جديداً على المنظمات الإنسانية. وفق ما أفاد رئيس الهيئة السياسية السابق في إدلب، رضوان الأطرش.

رسائل روسية

يستبعد مدير مكتب "مركز حرمون للدراسات" في الدوحة، المحامي عمر إدلبي، أن تكون روسيا أبدت أيّ استعداد للتخلي عن بشار الأسد، لذلك فهي في التصعيد الأخير على منطقة جبل الزاوية تبعث رسائل روسية تفيد بأنّها تراجعت عن مشاريع مزعومة للتخلي عن نظام الأسد، لكن روسيا في أيّ وقت لم تتخلَ عنه، ووقفت معه ودعمته بكلّ ما وسعها.

ويضيف في حديثه مع "آرام" أنَّ الروس دأبوا على ممارسة التصعيد على المناطق المحرّرة عند كلِّ استحقاق دبلوماسي دولي للثورة السورية، ونذكر منها قصف القاذفات الروسية لقافلة مساعدات أممية للشمال السوري قبيل جلسة تتعلّق بالأمر في مجلس الأمن.

لذلك يعتقد "إدلبي" أنَّ التسخين العسكري مرتبط بـ"حاجات روسية"، لإدخال الملف السوري على طاولة المفاوضات مع الأمريكان وجهات أخرى أبرزها تركيا، تأكيداً بأنَّ روسيا صاحبة اليد الطولى في استقرار أو عدم استقرار منطقة الشمال السوري، كذلك، يرتبط بجولة التفاوض القادمة بين بوتين وبايدن.

وفي فترة لاحقة اجتماع بايدن مع قادة في حلف "الناتو" باعتبار الرئيس الأمريكي الجديد لم يبدِ أيّ اهتمام بالساحة السورية حتى اليوم، والروس يريدون فتح نقاش المسألة السورية مع بايدن، لذلك جاء التصعيد متزامناً مع هذه التطورات السياسية الدولية، وأيضاً قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي حول تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

الباحث في "مركز جسور للدراسات" وائل علوان، يوافق "إدلبي" في هذا، وخاصةً أنَّ روسيا تحاول استثمار شكل الانتخابات الرئاسية السورية التي هندسته على المستوى الخارجي، ومحاولة النظام الهروب من الأزمة الداخلية إلى معارك يسعى إليها مع إيران في إدلب، لكن التفاهمات الروسية التركية تكبح جماحهما.

وفي تصريحه لـ"آرام" يرى "علوان" أنَّ عمليات القصف والتسلل للميليشيات تأتي استمراراً لانتهاكات وقف إطلاق النار (5 / 3 / 2020)، وروسيا تغض الطرف عنها، بل هي داعمة لها، لكنَّها على طاولة المفاوضات لا تتبنى هذه الانتهاكات بشكل مباشر، حفاظاً على الإطار العام للتفاهمات مع تركيا.

وبالتالي، روسيا تدعم ألَّا يكون هناك حالة استقرار في مناطق الثوار، التي ينتج عنها عودة المهجّرين إلى منازلهم، وإقامة مؤسسات رسمية، وازدهار المنطقة من كافة النواحي العمرانية والاقتصادية والاجتماعية، وبالمقابل تريد إظهار مناطق سيطرة النظام بأنَّها تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، والقوى الدولية تتفهم حاجة روسيا لدعم نظام الأسد.

الحسم العسكري

حتى اليوم، روسيا غير جادة في التغيير السياسي، ولو أنَّها تريد ذلك لمنعت بشار الأسد من الترشح للانتخابات وليس تلميع صورته، ولدفعت اللجنة الدستورية السورية بالاتجاه الصحيح، مما سبق يؤكد أنَّ روسيا ماضية في "الحسم العسكري فقط". وفق "الأطرش".

وأردف لـ"آرام" أنَّ روسيا في هذا الحسم تضرب بعرض الحائط، كلَّ القرارات الدولية بما فيها القرار "2254"، وبيان جنيف والاتفاقيات الثنائية مع الجانب التركي وآخرها اتفاق آذار 2020، المعروف باتفاق موسكو، والذي أكد على رسم خطوط التماس بين الطرفين، وطالب "الأطرش" قوى الثورة بالاستعداد لأيّ طارئ.

وبدوره، الصحفي بسام الرحال، المتواجد في محافظة إدلب، يؤكد لـ"آرام" أنَّ استمرار قصف الطائرات الروسية للشمال السوري المحرر، هو عبارة عن رسائل دولية تريد روسيا أن توصلها للمجتمع الأوربي والغربي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بأنَّها ماضية قدماً في دعم حليفها بشار الأسد عسكرياً حتى النهاية.

إحصائية الضحايا

أوضح "الصالح" أنَّ استهداف المناطق السكنية بشكل دائم يهدف إلى تهجير الأهالي عن مناطقهم، من أجل القيام بعمليات عسكرية والتقدم عليها عسكرياً، فالقصف لم يتوقف رغم اتفاقية وقف إطلاق النار، ووثقنا أكثر من 550 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسبب بمقتل 68 شخصاً بينهم 13 طفلاً و10 نساء، فيما أصيب أكثر من 165 شخصاً بينهم 7 أطفال.

وأوقع القصف أكثر من 12 قتيلاً و20 جريحاً منذ خمسة أيام، واليوم الخميس، قُتل 11 شخصاً بينهم امرأة وطفلها وأصيب ستة آخرون نتيجة قصف بعشر قذائف مدفعية استهدف بلدة إبلين، كما استجابت فرق الدفاع المدني، لعدة مواقع في بلدة البارة ومحيط قرى الموزرة ومجدليا تعرضت لست غارات جوية روسية، وقريتي "كفرعويد وسان" لأكثر من 40 قذيفة مدفعية، وبلدة "البارة" لعشرين صاروخ راجمة.

ونتيجة القصف المتكرر على قرى جبل الزاوية بدأ المدنيون بالرحيل والنزوح عن بلداتهم باتجاه الشمال السوري، وأكد مدير الدفاع المدني، أنَّهم سجلوا اليوم أكبر نسبة نزوح بعد المجزرة حيث ترك الأهالي محاصيلهم الزراعية وفروا بأرواحهم خوفاً من القصف والاستهداف المباشر.

بالتالي، قصف النظام وروسيا حرم الأهالي من تحصيل لقمة عيشهم، وأجبرهم على النزوح إلى المخيمات حيث مقومات الحياة المعدومة وذلك استمراراً في سياسة التجوع الممنهجة، ويضاف إليها محاولة روسيا منع دخول المساعدات الأممية عبر الحدود في معبر باب الهوى، مما يوضح بشكل جلّي السعي لتجويع المدنيين وحرمانهم حتى من أبسط الحقوق في الحياة.

اقرأ أيضاً:                     

شاهد إصداراتنا