الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

غضب عارم في إدلب على مديرية التربية .. أسئلة تعجيزية أم منطقية؟

13 يونيو 2021، 11:19 م
تقديم الطلاب لمادة الرياضيات في إدلب 13 6 2021
تقديم الطلاب لمادة الرياضيات في إدلب 13 6 2021

آرام - عائشة صبري

أثارت أسئلة مادة الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية (البكالوريا) في محافظة إدلب شمالي سوريا، الأحد، استياء وغضب الطلاب والأهالي وناشطي المنطقة، كونها حسب وصفهم، "تعجيزية" ويحتاج العبقري لوقت أطول من المحدد في الامتحان لحلِّها، بينما يرى متخصِّصون أنَّ الأسئلة "منطقية" كونها تميّز الطالب المتفوق من الجيّد والمتوسط، وبالتالي يحصل المستحق على حقّه.

وانهالت مئات التعليقات المندَّدة بصعوبة الأسئلة، على منشور أوردته "مديرية التربية والتعليم في إدلب" عبر صفحتها في فيسبوك، حول سير العملية الامتحانية لليوم الرابع، حيث تقدّم طلاب شهادة التعليم الأساسي والشهادة الثانوية لمادتي الرياضيات (العلمي) والجغرافيا (الأدبي).

وقامت المديرية بتقييد التعليق، بعد سيل من الانتقادات والشتائم الذي تلقته على المنشور بسبب الأسئلة التي وصفها حتّى المدرسون بالصعبة للغاية، وخرج معظم الطلاب والطالبات والدموع على وجهوههم تعبيراً عن حزنهم من صعوبة الأسئلة، إضافة إلى وقوع حالات إغماء لمن لا يحتمل الصدمة، حيث طالبت معظم التعليقات التربية بتصوير سيارات الإسعاف التي نقلت هذه الحالات.

وفي تسجيل صوتي تناقله ناشطون على لسان أحد المدرسين قال فيه: إنَّ "أسئلة تربية نظام الأسد لا يمكن أن تصل إلى نصف صعوبة أسئلة تربية إدلب، وصعوبتها تأتي من أنَّها طويلة تحتاج وقتاً أكثر من المحدّد".

ولفت الأستاذ إلى أنَّ "نماذج الأسئلة السابقة للطالب الذكي لا تأخذ سوى نصف ساعة للحل، ولا أحد سيأخذ أكثر من 50 درجة من أصل 60 الدرجة الكاملة، وإن حصل على درجة 50 هو طالب يستحق أن يدرِّس هذه المادة للطلاب"، وعزا السبب إلى استبعاد الكوادر التدريسية السابقة.

وقال الأستاذ أنس الرحمون في منشور له: "أن تأتي مسألة هامشيّة درسها الطّالب بطلبٍ واحد في الكتاب، و يُضاف عليها أربعة طلبات، فهذا أمر خارج عن المألوف، وحُقَّ للطّلبة أن يخرجوا من الامتحان اليوم  وقد أضاعوا الشّرق من الغرب".

وأضاف: "عزيزي واضع الأسئلة: لا مانع أن تكون (النكشة) في سؤال التّكاملات، أو أسئلة الدّرجتين في مقدمة الورقة للمفاضلة بين الطّلاب وفرز النّجباء، أمّا أن تضعها في مسألة الـ(13 علامة) فأخشى ما أخشاه أن يكون ذلك ظلمٌ موصوفٌ". حسب قوله.
رياضيات.jpg

توضيح الطلاب

أفاد الطالب مجد الحسين، النازح من ريف جسر الشغور إلى مدينة سلقين غرب إدلب، لشبكة "آرام" بأنَّ حالات الإغماء بعد امتحان الرياضيات بلغت قرابة الـ15 طالب وطالبة في مدينة سلقين، موضحاً أنَّه من الطلاب الأوائل في مدرسته، واعتبر أنَّ كلّ الأسئلة "صعبة، وتحتاج وقتاً طويلاً للحلّ".

وأضاف أنَّ "هناك مسألة عليها 13 علامة وهي موجودة في الكتاب لكنّها تتضمن ثلاثة طلبات من خارج المنهاج، وهي المسألة التي كسرت الطلاب، عدا عن صعوبة بقية الأسئلة، إضافة إلى سؤال استنتاجي خارج المنهاج، فأكثر طالب مجتهد ستكون درجته 50 من 60"، موضحاً أنَّ مدة الامتحان ثلاث ساعات وأول مسألة استغرقت معه ساعة و15 دقيقة، فكان يحتاج لساعة إضافية حتى يكمل الحلّ.

ولفت "الحسين" إلى أنَّ هناك طلاباً كتبوا الحلّ على ورقة المسودة، ولم يسعفهم الوقت لنقل الحلّ على ورقة الإجابة. أمَّا فيما يخصُّ مادة الفيزياء، فبيّن أنَّ الصعوبة كانت هي دمج مسألتين ببعضهما البعض، لذلك ضاع الطلاب في حلّهما، لكنَّه حلّها ولم ينقصه فيها سوى علامة واحدة. وفق قوله.

تمييز المستحقين

بالنسبة لأسئلة الفرع العلمي للباكالوريا كتقييم عام، قال مدير دائرة امتحانات وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، محمد أحمدو، في تصريح لـ"آرام": إنَّ "الأسئلة انتقلت من المستوى المتوسط الذي كان في الدورات الثلاثة الماضية (2018/2019/2020) والتي اعتمدت فيها وزارة التربية والتعليم على تسهيل الأسئلة نظراً لحالة الحرب والقصف والنزوح، ولم تتضمن أسئلة تميز الطالب الجيِّد عن الجيِّد جداً، إلى المستوى الأعلى للمتفوقين".

وأضاف: أنَّ "الأسئلة كانت متداولة بين الطلاب، لذلك كان ما بين المئة و300 طالب/ة يحصلون على الدرجة الكاملة في مادة الرياضيات، والسواد الأعظم من الطلاب يحصل على درجة في الخمسينات، وهذا غير منطقي".

ونتيجة هذا الأمر –وفق "أحمدو"- تعوّد أساتذة المعاهد الخاصة على تدريب الطلاب على هذا النموذج من الأسئلة، فطلاب المعهد من خلال المعهد ظنّوا أنَّ الأسئلة لن تخرج عن هذا الإطار من الصعوبة، رغم أنَّ أسئلة دورة 2021 من داخل الكتاب إلا أنَّها تحاكي الطالب المتميز".

وأوضح أنَّ الفوضى وقعت بين الطلاب كونهم داخلين على الامتحان، وفي جعبتهم الدرجة الكاملة حسب دراستهم في المعهد، وعزا بعض المدرّسين في المعاهد الخاصة سبب انهيار الطلاب وعدم تمكنهم من الإجابة إلى صعوبة الأسئلة ووجود ما يُسمّى بـ"نكشات"، وهذا شيء طبيعي لمعرفة الطالب الأجدر بالحصول على التميُّز.

وبيّن "أحمدو" أنَّ الأسئلة في متناول الواقعية اختلفت اليوم في صعوبتها عن السنوات السابقة، فالطلاب المتميُّزون حلُّوا الأسئلة، بينما الطالب الجيِّد والضعيف لم يكن له نصيب فيها، لذلك سنجد انخفاض عدد الحاصلين على الدرجة التامة من 200 طالب إلى 20 طالباً/ة، وهذا "شيء منطقي".

وأردف: أنَّ "الطالب الذي سيدخل أفرع الطب والصيدلة والهندسة يجب أن يكون متمكناً من الرياضيات، والأسئلة أيضاً كشفت الطالب الذي درس عاشر وحادي عشر من الذي فقط درس بكالوريا عبر معهد خاص، وبالتالي لم يكن هناك حلقة مفقودة في تعليمه، ولهذا يكون متميزاً فيها عن طالب ارتقى من ناجح في التاسع إلى الدراسة في المعاهد الخاصة ليكون مباشرة في الثالث الثانوي".

وحول ما قيل عن اكتفاء الجامعات بعدد الطلاب للأفرع العليا، أفاد "أحمدو" بأنَّ "الجامعات بطبيعة الحال اكتفت أم لا، فهي لديها عدد محدد من المقاعد حسب نتائج الامتحانات الثانوية العامة".

وفي السنوات السابقة معظم طلاب الأفرع العلمية مستواهم العلمي لا يرتقي لأن يكونوا في هذه المرتبة، ووصول الطلاب كان بسبب سهولة الأسئلة وليس بتميّزهم، وهذا رأي غالبية المتخصصين، وفي هذا العام اقتنع القائمون على وضع الأسئلة بأن ينحوا منحى الأسئلة الصعبة.

وتابع "أحمدو": "نحن عدنا إلى تمييز الطالب المتميز وإعطائه حقه، وليس إعطاء الجيد مرتبة الجيد جداً أو الممتاز، وهو لا يستحق وبالتالي المميز كان في موضع ظلم، إضافة إلى أنَّ الأسئلة فرزت المدرّسين المتخصّصين المتمكنين من المادة من المدرسيين المتطفلين على مهنة التدريس حيث نجد مهندسين تولوا مهمة التعليم غبر توظيفهم من قبل المنظمات، بالمجمل الأسئلة كانت شاملة للمنهاج ومستوفية أغلب شروطها مع تحفظي على زمن إجابتها".

من جهتها، فرق الدفاع المدني السوري تواصل عملها بتأمين بيئة آمنة للطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية من خلال تطهير مراكز الامتحانات، إضافة للقيام  بإسعاف الطلاب الذين تعرضوا لحالات إغماء اليوم إلى المشافي وإعادتهم إلى المراكز لإكمال امتحانهم.

وأفادت "مديرية التربية والتعليم في إدلب" في الخامس من الشهر الجاري، بأنَّ العملية الامتحانية لـ 32 ألف طالب/ة للشهادات الإعدادية والثانوية انطلقت اليوم وفق ما يلي: "7500 طالب مسجل في الفرع العلمي، 4800 طالب مسجل في الفرع الأدبي، 19200 طالب تعليم أساسي".
إسعاف طلاب إدلب.jpg
اقرأ أيضاً:                     

شاهد إصداراتنا