أخلى فصيلا "الدفاع الوطني" التابع لنظام الأسد وحزب "اللواء السوري" المنشأ حديثاً من قبل المعارضة، مقراتهما في بلدة الرحى جنوب محافظة السويداء جنوبي سوريا، بقرار من أهالي البلدة اللذين رفضوا تحويل بلدتهم إلى ساحة صراع.
وقالت شبكة "السويداء 24" أول أمس الثلاثاء: إنَّ "فصيل الدفاع الوطني سلم أسلحته المتوسطة والثقيلة الموجودة في بلدة الرحى لقيادته في مدينة السويداء، كذلك أخلى فصيل (مكافحة الإرهاب) الجناح العسكري لـ حزب اللواء السوري مقره في البلدة، وذلك بعد تطورات وحالة توتر شهدتها الأيام الماضية".
وأضافت أنَّ "وفداً من وجهاء بلدة الرحى، وبعض وجهاء المحافظة، توجه إلى قيادة الفيلق الأول على طريق دمشق السويداء، واجتمع مع قائد الفيلق الأول ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الجنوبية اللواء مفيد حسن، كما حضر الاجتماع قادة الفروع الأمنية في السويداء".
وتابعت: أنَّ "وجهاء بلدة الرحى طلبوا في الاجتماع، منع فصيل الدفاع الوطني التابع للسلطة، من المبادرة بأي صدام داخل البلدة ضد حزب اللواء أو أي طرف أخر، لما قد يجره من اقتتال داخلي ونزاعات عائلية، سيما وأن طرفي الخلاف (الدفاع والحزب) يضمان عناصراً من أبناء البلدة".
كما طالب الوجهاء أنَّ تتولى أجهزة نظام الأسد، مسؤولية أي تحرك أمني في بلدة الرحى أو على ساحة المحافظة، مؤكدين رفضهم لأي مظاهر مسلحة في بلدتهم، سواء من فصيل الدفاع الوطني، أو من فصيل حزب اللواء السوري.
فيما أعلن أعضاء اللجنة الأمنية للوفد، تجاوبهم مع مطالب الوجهاء بكف يد الدفاع الوطني في بلدة الرحى، لكنهم طلبوا من الوجهاء أن يتولوا اجتماعياً مسؤولية منع أي مظاهر لفصيل حزب اللواء، وإبعاد متزعمه من البلدة، أو أن يتم تخويل أجهزة السلطة بالتعامل معهم، دون أن يتم إبلاغهم بالطرق المحتملة للتدخل.
فيما توجه رئيس بلدية الرحى ومختار البلدة وعدد من وجهائها، إلى منزل سامر الحكيم قائد فصيل حزب اللواء، مساء يوم الاثنين، بعد الاجتماع في قيادة الفيلق الأول، وطلبوا منه إخلاء القرية من أي مظاهر لحزب اللواء، تجنباً لتحويل البلدة إلى ساحة حرب، مؤكدين حصولهم على وعود من اللجنة الأمنية بإنهاء المظاهر العسكرية للدفاع الوطني أيضاً.
فيما أعلن "الدفاع الوطني" صباح الثلاثاء، تسليم كافة أسلحته المتوسطة والثقيلة التي كانت موجودة في بلدة “الرحى”، إلى قيادة الفصيل في السويداء، “تطبيقاً لقرار أهالي الرحى برفض جميع أشكال المظاهر المسلحة” وفق منشور له على الفيس بوك.
من جانبه ذكر "حزب اللواء السوري" أنّه تلقى تهديداً من اللجنة الأمنية، نقله وسطاء من بلدة الرحى، بأنّه في حال لم يخلِ مقراته من البلدة حتى الساعة السادسة مساء الثلاثاء، فإن الطيران الحربي سيقصف مقراته بالصواريخ والبراميل المتفجرة، على خلفية طرد أهالي الرحى عناصر الدفاع الوطني قريتهم، وانتشار أبناء القرية المسلحين والتابعين لـ "حزب اللواء".
يذكر أن القضية بدأت تتفاعل بعد تصعيد بدأ من فصيل الدفاع الوطني الذي ادعى نيته محاربة مجموعات انفصالية مدعومة من الخارج، في إشارة منه إلى فصيل حزب اللواء السوري، الذي اتهم الدفاع الوطني بالعمالة لإيران وتنفيذ أجنداتها، ليبقى الفصل الأخير للموقف الاجتماعي الرافض لتحويل المحافظة إلى ساحة صراع جديدة.
الجدير ذكره أنَّ معارضين في السويداء بقيادة مالك أبو الخير، أنشأوا في تموز/يوليو الماضي حزباً سياسياً جديداً حمل اسم "حزب اللواء السوري" في مسعى لاستعادة الدور الحقيقي للطائفة الدرزية سياسياً، يتبع له كيان عسكري تحت مسمّى قوة "مكافحة الإرهاب"، لحماية السويداء من الفوضى الأمنية المدعومة من نظام الأسد وميليشياته.
اقرأ أيضاً:
- معظمهم من درعا.. 800 معتقل سوري يعانون ظروفاً مأساوية في سجون ليبيا
- نشوب حريق ضخم في سفينة تجارية بمرفأ اللاذقية
- الأولى من نوعها .. قصص عن الثورة السورية في "أجندات وطن"
- الحكومة السورية المؤقتة توضح قرار فصل الطبيب عثمان حجاوي
