توافد خلال الستة أشهر الأخيرة الماضية عدد كبير من اللبنانيين إلى تركيا على شكل عائلات
ولكن هذه المرة على غير عادتهم كسائحين لمدة بعض الأيام أو لشهر كحد أقصى
إنما كمقيمين ومستثمرين وهو ما استغربه الشارع العربي في تركيا
الذي اعتاد على تواجد العرب العراقيين والمصريين والفلسطينين إلى جانب ملايين السوريين أصحاب الأغلبية العظمى في الجالية العربية في تركيا
والملفت للنظر أن الجميع وبذات الكلام أكدوا أن الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان هو السبب
وأن تركيا هي الأقرب من المناخ النفسي لبلادهم خاصة بوجود السوريين فيها
مئات الأشخاص قد قاموا بالتقديم على تصريح الإقامة السياحية بغية التواجد بشكل قانوني في البلاد
وللقدرة على تسجيل أولادهم في المدارس التركية
ولم يستغرب أي أحد منهم وجود ضريبة تقارب مائتي دولار أمريكي كبدل فيزا غير المطالبين باستخراجها في حال الزيارة فقط
وشوهد عشرات من رجال الأعمال وهم يتوجهون إلى البنوك التركية المختلفة
لوضع وديعة بنكية بقيمة 500 ألف دولار بغية الحصول على الجنسية التركية الاستثنائية من خلال الاستثمار لهم ولعائلاتهم
كما أكد عدد مقبول من المختصين بتأسيس الشركات أن مئات الشركات تأسست للبنانيين في الفترة المذكورة
وأغلب عناوينها هو ولاية إسطنبول وفتح عدد من المشاريع الصغيرة كمكاتب استشارية وشركات عقارات صغيرة ومحلات سوبر ماركات
وهناك عدد كبير من الشقق تأجرت لأشخاص لبنانيين في مناطق الفاتح وأفجولار وبيلكدوزو
وصرح عدد من الشباب أن تركيا وإن كانت دولة أجنبية لكنها تظل مقصدا لهم باعتبارهم هاربين من ويلات حرب اقتصادية في بلادهم
يشار إلى أن تركيا تسمح للبنانيين بالدخول إلى أراضيها دون الحاجة للحصول على تأشيرة دخول ( فيزا) لمدة تسعين يوما
وعلى الراغب بالعيش مدة أطول استحصال تصريح إقامة سياحية لمدة عام
يذكر أن انهيارا اقتصاديا أصاب لبنان إثر خلافات سياسية بين الأطراف الكبيرة واستقالة عدة وزارات
أدى إلى هبوط كبير في سعر الليرة اللبنانية وصلت لعشرين ألف ليرة تركية مقابل الدولار الأمريكي الواحد
بعدما كانت الليرة شبه ثابتة لسنوات طويلة على سعر صرف ألف وخمسمائة ليرة مقابل الدولار
ويتوقع مراقبون أنه رغم توافد خلال الستة أشهر عدد كبير من اللبنانيين لكن ذلك لن يعتبر خط هجرة رسمية كما هجرة السوريين.
اقرأ أيضاً:
- "البحر البنفسجي" وثائقي يسجل معاناة لاجئين سوريين غرق قاربهم
- انتشار زواج "بارت تايم" في مصر ودار الإفتاء تتدخل وتحسم الجدل
- بعد حادثة جامعة الفرات.. فضيحة جديدة لدكتورة مع أحد طلابها بجامعة دمشق
- توجيه البوصلة العربية في الذكرى العاشرة للثورة السورية
شاهد إصدراتنا: