الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

أهداف المجرم من زيارة الإمارات

23 مارس 2022، 11:24 م
أهداف المجرم من زيارة الإمارات

فراس السقال

كاتب وباحث سوري

23 مارس 2022 . الساعة 11:24 م

لا تُعدّ زيارة سفاح الشام إلى الإمارات بالأمر الغريب فحكومة أبو ظبي منذ بداية الثورة السورية تقف بجانب الظالم وتدعمه بكلّ ما تستطيع، كما تدعم جميع الأنظمة الدكتاتورية والمستبدة في عالمنا العربي.

ولكن الشيء المستغرب هو توقيت الزيارة، فهي الزيارة الأولى للمجرم بشار الأسد لدولة عربية منذ بداية الثورة السورية، وفي وقت تستعرُ فيه النيران في أوكرانيا بعد غزو روسيا لها، فزيارة النظام السوري للإمارات جاءت بعد شعوره بأنّ حليفه الروسي ووليّ أمره قد دخل في نفق مظلم ومجهول في حربه الآثمة، فهلاك روسيا هلاك لسورية، فمن الطبيعي والمنطقي أن يلحقَ الذيل الرأس.

إنّ زيارة نظام القتل للإمارات يحمل إشارات عدّة منها، عجز النظام وخوفه من تملّص بوتين عن دعم دمشق، فالواضح من مجريات الحرب أنّ روسيا وقعت في مقتلها، فبعد وقوع البقرة تكثرُ سكاكينها وذبّاحوها، وها قد اجتمعت الدول العظمى على مُساندة أوكرانيا، لذلك يستبق النظام السوري لحظة انهيار موسكو بخطوة إلى توطيد العلاقات العربية –عبر الإمارات- وتحريك ورقة عودته إلى الجامعة العربية، إضافة إلى الشرعية التي يبحث عنها بعدما فقدها بإجرامه وظلمه، ولا أستبعد أن يطلب وساطة الإمارات لدى أمريكا في إعادة المسألة السورية إلى الجمّادة وقد لاحتْ في التحرك والحياة في ظلّ هذه الأزمة.

ولا تخلو هذه الزيارة من بعض صفقات التسوّل والبيع بآن واحد، فالنظام يتسول الدولار مقابل بيع ما تبقى لديه من عقارات وامتيازات ومشاريع في سورية للإمارات، لاسيما في ظلّ الأزمة الاقتصادية المُهلكة التي تعيشها دمشق، والتي زادت حِدّتها بعد تدحرج الروبل الروسي نحو الهاوية مقابل الدولار.

وإنّ هذه الزيارة ستعود على الإمارات بالعار والويلات، فقد أضحى بشار صاحب لعنة مشهورة لكلّ من يقترب منه، فما زاره أحد أو قابله شخص إلا وخرب بيته أو قتل أو سُجن بعد تلك الزيارة وفي أيام معدودة.

ومن جهة أخرى.. ليس للإمارات أي مصلحة في دعم نظام مُتهالك وعلى كافة الأصعدة، فإنّ أمريكا قد احمرّتْ عينها من نظام دمشق بشكل ملحوظ وكذلك من كلّ من يقترب منه ناوياً التطبيع معه، وعلى ما يبدو أنّها تدبّر أمراً ليس في صالح النظام في سورية، فمنذ شهر أو أقل وأحداث سورية وثورتها وجرائم النظام تطفو على السطح، وتأخذ حيزاً من التداول وقد صرّحتْ خمس دول كبرى عن موقفها من التطبيع مع الأسد، فكلّ هذا يُنبئ بعدم الجدوى من تدخّل الإمارات في أمر هذا المنحوس.

وأحذّر الإمارات من جريرة ما تقترفه بحقّ الشعوب المظلومة عموماً والشعب السوري بشكل خاص، فميزان العدالة الإلهية لن يتركها دون حساب، وكذلك تلك الشعوب المكلومة لن تنسى موقف الإمارات المخزي في مساندتها للظالمين والمفسدين، ولا أظنّ أنّ شعب الإمارات الطيب الحرّ الأبي سيبقى مكتوماً ومكتوفاً مدة إضافية يرى ما تقترفه حكومته من الرزايا والفظائع ولا يتحرك، فلابدّ أن يكون له كلمة يضع فيها النقاط على الحروف عاجلاً أم آجلاً. 

اقرأ أيضاً: