الأربعاء 01 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.57 ليرة تركية / يورو
40.48 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.91 ليرة تركية / ريال قطري
8.65 ليرة تركية / الريال السعودي
32.43 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.57
جنيه إسترليني 40.48
ريال قطري 8.91
الريال السعودي 8.65
دولار أمريكي 32.43

الدوافع والأسباب لمعركة عدرا العمالية

13 ابريل 2022، 10:32 م
الدوافع والأسباب لمعركة عدرا العمالية
13 ابريل 2022 . الساعة 10:32 م

بعد معارك تحرير الغوطة الشرقية وطرد قوات نظام الأسد وحواجزها التي كانت تنتشر في مختلف أنحاء ريف دمشق، بدءاً من الأحياء الدمشقية في جوبر والقابون وحتى شرق الغوطة المرج ودوما وسقبا وزملكا وعربين، وجد الثوار والأهالي أنفسهم عالقين محاصرين في بقعة جغرافية محررة لكنها دون أي خطوط إمداد عسكري أو مدني، فقد قام النظام بإغلاق جميع مخارج ومداخل الغوطة بعد سيطرة الثوار عليها وحوصرت الغوطة بشكل كامل نهايات 2012.

بالتزامن مع الحصار كانت أعداد المدنيين تزيد عن المليون ونصف مليون نسمة أُخضعوا جميعاً في عقاب جماعي، وحملة تجويع متعمد، وحرمان من الغذاء والدواء وقصف للمحاصيل الزراعية وحصلت بعد الحصار مجزرة الغوطة الكيماوية التي استخدم بها النظام غاز السارين في صيف آب 2013 أي بعد تحرير الغوطة بأشهر قليلة وبعد حصارها بشكل كامل وقبل حتى حفر الأنفاق لحيي برزة والقابون.

عانى الأطفال من سوء التغذية والمرضى تحولوا لمشاريع وفاة لعدم حصولهم على الدواء لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة الذين بحاجة لغسيل كلاهم، أو أدوية الضغط والقلب وسجلت جهات حقوقية رسمية وفاة أطفال نتيجة عدم توفر الغذاء والدواء، لن أطيل في سردية الحصار والقصف والمأساة التي عشتها لجانب أهلي في الغوطة المحاصرة وكنت شاهداً على كافة تفاصيلها، لكن لابدّ من التطرق إليها لمعرفة السياق الزمني الذي جعل ثوار الغوطة يفكرون بإيجاد حلول ومخارج من الضغوط التي يعيشها العسكريون والمدنيون، بالتزامن مع سياقات ظرفية مكانية وزمانية لا يمكن لمن كان خارج الغوطة تخيلها وكان تلك السياقات أحد دوافع معركة عدرا العمالية.

دوافع ثوار الغوطة لمعركة عدرا العمالية

النظام هو السبب بتلك المعارك دون أدنى شك، ولو فكر النظام للحظة عن مشاعر آلاف الشبان الذين يحملون السلاح ويشاهدون أطفالهم ونسائهم يأكلون ورق الأشجار والحشائش والشعير والأعلاف وطعام الأبقار، ولا أبالغ بذلك ومئات آلاف المدنيين الذين عاشوا ذلك الحصار يعرفون معنى وحقيقة كلامي، وبكل تأكيد لن يقف من يحمل السلاح مكتوف الأيدي وهو يشاهد أطفاله يموتون جوعاً وقصفاً، بل وحتى استنشاقاً للهواء الذي منعه النظام عن أهالي الغوطة بقصفه الغازات الكيميائية.

وبالتالي كان ذلك الدافع الأساسي لاجتماع ثوار الغوطة بغرفة عمليات مشتركة، وبدأت محاولتهم كسر الحصار وأطلقوا حينها معركة "الله أعلى وأجل" في محاولة للسيطرة على قرى المرج شرق الغوطة والتي بجانب مطار دمشق الدولي، في محاولة منهم لإدخال الغذاء والدواء والذخائر من الشمال السوري عن طريق البادية السورية وصولاً للعتيبة والبحارية شرق الغوطة، ومع تحريرهم عشرات القرى والمناطق شرق الغوطة إلا أن المنطقة مفتوحة وكبيرة لم يستطع الثوار الحفاظ على تحرير تلك المناطق الشاسعة، وبالتالي لم يُكسر حصار الغوطة، ولجأ الثوار حينها للحل البديل الأخير وهو فتح معركة باتجاه منطقة عدرا العمالية.

معركة عدرا العمالية الموقع والأهمية

عدرا العمالية تبعد عن العاصمة دمشق حوالي 25 كم، وهي عبارة عن أبنية مسبقة الصنع لكنها تقع على طريق حمص دمشق الدولي، وعلى مقربة من جسر بغداد، وهو أحد أهم نقاط ربط الطريق القادم من العراق والذي كانت تستخدمه الميليشيات الشيعية العراقية التي تمر عليه من العراق لقتال وحصار أهالي الغوطة الشرقية، فكانت تشكّل موقعاً استراتيجياً مهماً للثوار،  كذلك بالقرب من عدرا العمالية تقع مستودعات أغذية ووقود معبئة بالأطنان والدواء والوقود وكانت آليات الثوار قد فرغت تماماً وتوقفت عن الحركة لانعدام الوقود بالغوطة.

ناهيك عن بعض المعامل المحيطة بمنطقة عدرا العمالية والتي اتخذها النظام مقرات عسكرية داخل وبمحيط عدرا العمالية،  ثم لا ننسى أن عدرا العمالية في تلك الأيام كانت معقل سكن ضباط النظام وشبحيتهم، وليست كما ادعت بعض المقالات مجرد مكان سكن مدني اعتيادي بل حتى المدنيين الذين يقيمون في عدرا العمالية هم مسلحون سلاحاً كاملاً من قبل النظام، وقد شكلوا قوات رديفة للدفاع عن النظام وعن عدرا، وتحولت أشبه لمنطقة عسكرية، فكانت هدفاً ومغنماً مهماً للثوار الذين فكروا بإدخال الغذاء والدواء للمدنيين، وحصولهم على الذخائر والوقود.

وبدأ الثوار التحرك نحو منطقة عدرا العمالية في نهاية 2013 صباح الأربعاء من كانون الأول، وسيطروا على كامل المنطقة، بما فيها من مستودعات الطحين والغذاء والدواء والمنشآت الصناعية التي تحولت لمقرات عسكرية، وتم إدخال آلاف الأطنان من الغذاء للمحاصرين في غوطة دمشق وغنم الثوار بالمعركة الوقود والذخيرة التي كانت ستنتهي من مخازن بنادقهم التي دخلوا بها لداخل معركة عدرا العمالية، وقد شاركت بالمعركة كل من "الجبهة الإسلامية، جند الملاحم، الاتحاد الإسلامي وجميع فصائل الغوطة"، وقد أصدروا بياناً مشتركاً باليوم التالي حول المعركة اعتبروا فيه "معركة عدرا" جزءاً من معركة أوسع تهدف لكسر الحصار الجائر على غوطة دمشق.

قام النظام خلال سيطرة الثوار على منطقة عدرا العمالية بقصف عدرا بالقذائف والصواريخ والغارات الجوية، وقد وثقت كاميرات الناشطين حينها مقتل عدد من المدنيين بقصف النظام واستهدافهم بالقناصة أثناء محاولتهم الخروج من عدرا لمناطق سيطرته، وقد نشرت مواقع النظام والمواقع الموالية له عن انتهاكات الفصائل في عدرا العمالية دون التطرق للدوافع والأسباب التي يتحملها النظام بحصار مليون ونصف مدني بالغوطة وترك مواليه على مقربة منهم ليكونوا مغنماً لهم.

اقرأ أيضاً: