الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.79 ليرة تركية / يورو
40.67 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.91 ليرة تركية / ريال قطري
8.65 ليرة تركية / الريال السعودي
32.42 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.79
جنيه إسترليني 40.67
ريال قطري 8.91
الريال السعودي 8.65
دولار أمريكي 32.42

حفّار القبور يدلي بشهادة قاسية أمام الكونغرس الأمريكي.. ماذا قال؟

09 يونيو 2022، 10:47 م
"حفار القبور" يسار الصورة
"حفار القبور" يسار الصورة

قدّم الشاهد السوري المعروف باسم "حفار القبور" شهادته أمام أعضاء في الكونغرس الأمريكي، بخصوص المجازر وجرائم الحرب والفظائع التي ارتكبها نظام الأسد وروسيا وإيران بحق السوريين.

"حفار القبور" كان قبل الثورة موظفاً إدارياً في بلدية دمشق، ووظيفته أن يشرف على عمليات دفن المدنيين، لكن في عام 2011 أجبرته مخابرات النظام على العمل معها، للتخلص من الجثث التي تأتي من المشافي بعد نقلها من المعتقلات.

وقال الشاهد أمام الكونغرس الأمريكي: "كانت ثلاث شاحنات مقطورة تصل مرتين في الأسبوع محملة بما يتراوح بين 300 و600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح، بالإضافة إلى أربع شاحنات صغيرة تصل مرتين في الأسبوع تحمل 30 إلى 40 جثة لمدنيين أعدموا في سجن صيدنايا التابع للنظام، وكان يتم التخلص منهم بأبشع الطرق غير الإنسانية".

وأضاف: "أعرف بالضبط المكان الذي تم تكديسهم فيه، في مقابر جماعية ما تزال قيد الحفر حتى اليوم، بحسب تأكيد آخرين ممن عملوا معي سابقاً في المقابر الجماعية وهربوا مؤخراً، لم يعدم مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء فحسب، بل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، تم تجويعهم وتعذيبهم، واغتصابهم وحرقهم وقتلهم بأكثر الطرق سادية التي يمكن للمرء أن يتخيلها".

وأكد أنه كان من بين القتلى أمريكيون، بمن فيهم صحفيون وعاملون في المجال الإنساني، مضيفاً: "لن أنسى أبدا كيف سخرت قوات الأسد وضحكت من أنها عذبت وقتلت ودفنت أمريكيين وأوروبيين أيضاً".

وأردف: "عشت مع الموت لمدة 7 سنوات، مع ضباط استخبارات بلا روح، وشهدت أهوالاً لم تغادر ذهني أبداً، في أحد الأيام، ألقت إحدى الشاحنات المقطورات محتوياتها المكونة من عدة مئات من الجثث الميتة في الخندق الذي أمامنا، وبشكل غير متوقع، رأينا جثة تتحرك، كان هناك رجل على وشك الموت يستخدم بشكل يائس آخر احتياطي من طاقته ليشير إلينا أنه بطريقة ما، أنه ما يزال على قيد الحياة".

وأكمل "قال العمال المدنيون وهم يبكون: علينا أن نتصرف، لكن ضابط المخابرات الذي يشرف علينا أمر سائق الجرافة بدعسه، لا يمكن للسائق أن يتردد وإلا سيكون هو التالي، فاضطر لدعس الرجل في الخندق وقتله، أما الشاب الذي تجرأ وبكى على الضحية فلم نشاهده مرة أخرى".

وأوضح أنه "ذات مرة، كان عليّ أن أزور مزرعة ضابط مخابرات، وعندما وصلت كان هناك قرابة 10 منهم يأكلون ويشربون، وأمامهم 15 شاباً مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين وعراة على الأرض، أحد ضباط المخابرات أمر جنديا آخر بفك قيود المدنيين والسماح لهم بالرحيل".

ويضيف: "وبعد أن أزيلت العصابات عن الأعين وفكت الأصفاد، وكانت عيون الشباب ممتلئة بالارتباك والخوف، سألهم ضابط مخابرات عما ينتظرهم، وأمرهم أن يهربوا، وعندما هموا بالهرب انتزع ضابط آخر بندقيته وقتلهم واحداً تلو الآخر، وعندما انتهى، واصل الضباط أكلهم واحتفالهم وكأن شيئاً لم يكن".

وفي مطلع العام الجاري نشرت قناة "الجزيرة"، تحقيقاً استقصائياً مصوراً بعنوان "حفار القبور"، يتحدث عن انتهاكات نظام الأسد بحق الإنسانية، عبر ارتكابه جرائم بالمعتقلين.

ووصل التحقيق الاستقصائي إلى بعض المقابر السرية التي تقع في مقر "الفرقة الرابعة" على بعد 22 كيلومتراً من العاصمة.

وتقع المقبرة الثانية في مطار مرج السلطان العسكري وتبعد عن دمشق نحو 30 كيلومتراً، وهو ما أكدته منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة".

وذكر "حفار القبور" -الذي رفض الكشف عن هويته- أنه دفن جثثاً كانت تأتيه من الفروع الأمنية التابعة للنظام، وقد بدأ عمله في آذار 2011 واستمر فيه حتى تشرين الأول 2018.

وأشار إلى أن الجثث التي كانت تصل إليه في بداية الأمر لم يكن يعرف أنها لأشخاص قضوا خلال التعذيب، بل كان يعتقد أنها لمجهولين ماتوا في الشوارع.

ولفت إلى أن الجثث كانت تصل إليه بحالة متعفنة وعليها تشوهات، وهو ما كان يؤدي إلى توقفه عن الأكل لمدة تصل إلى 3 أيام من فظاعة ما يراه.

وبعد ذلك بمدة، بدأت تأتي أوراق مرفقة بالجثث من الفروع الأمنية التابعة للنظام، مؤكداً أنه دفن 8 من أصدقاء طفولته بعد أن قضوا في الفروع الأمنية.

وأضاف أنه كان يتم وضع أرقام أو أحرف على الجثث من دون وضع الاسم الكامل لها.

وكشف عن نقل نحو 300 جثة من الباحة الخلفية لمستشفى حرستا عبر ثلاجات الموتى في كل عملية نقل.

وتحدث عن الروائح التي كانت تخرج من البرادات إلى الشارع ويستطيع المار من قربها تمييز ما بها، وكانت تأتي شاحنة مبردة متوسطة الحجم على الأقل مرة في الأسبوع من سجن صيدنايا، تحمل في المتوسط 50 جثة.

وأشار إلى أن عدد الجثث التي كانت تصل في الشاحنات مخالف تماماً لعددها في الكشوف المرفقة، حيث كان العدد على الأوراق 50 جثة بينما أنها في الحقيقة تصل إلى 70 جثة.

وأوضح أن المقبرة التي كان يعمل فيها، اسمها مقبرة "نجها" وتبعد 44 كيلومتراً عن دمشق، وكانت محاطة بسور يبلغ ارتفاعه 4 أمتار تقريباً، وكانت تحاط بالعسكر في كل مرة تأتي إليها الجثث، وتُحفر حفرة كبيرة تملأ بالجثث التي تدفن جماعياً، حتى امتلأت المقبرة بالكامل.

وشدد "حفار القبور" على وجود مقبرة تسمى القطيفة، تبعد عن دمشق 50 كيلومتراً، تم حفر خطوط فيها يتراوح طولها بين 50 و100 متر، ويصل بعضها إلى أكثر من هذا، على عمق 6 أمتار، يتم رمي الجثث فيها.

اقرأ أيضاً:
 "أسطورة الثورة".. الذكرى التاسعة لتهجير مدينة القصير جنوب حمص
 نازحو تل رفعت يناشدون تركيا تحرير أراضيهم من التنظيمات الكردية
تقرير سري يكشف عن تعرض بوتين للاغتيال وعلاجه من السرطان
بعد حادثة عنتاب.. امرأة سورية تتعرض للضرب بوحشيه على يد تركي في إزمير

شاهد إصداراتنا: