عائشة صبري – آرام
شهد وسم "محاسبة الأسد لامصالحته"، تفاعلاً كبيراً بين أوساط المعارضين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على تصريحات مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون ودعوته لـ"العدالة التصالحية"، ثم التراجع عنها وتلاعبه بالألفاظ.
وانطلقت حملة إعلامية تحت هذا الوسم، السبت، وقال حساب "جيش الثوار الأمل" على فيسبوك: "مهما كان دور الإعلام في الترويج، ومهما كان دور السياسة في التضليل لن يحصل إلا ما أراده الشعب السوري".
وذكر الأستاذ عبد الناصر الحميدي، أن "الأمم المتحدة ومجلس الأمن أُنشئا للحفاظ على حقوق الشعوب ومناصرتها، وعلى الأمن الإنساني، ومحاسبة مجرمي الحرب، وليس من أجل اختراع مصطلحات تعطّل العدالة الدولية لتزوير وتحوير القرارات لإنقاذ المجرمين".
المحامي محمد الجوجة، أوضح أن تبنّي مبدأ محاسبة الأسد لا مصالحته من الجميع "يدلّ على أن أسلوب العلاج بالصدمة لم يمحِ ذاكرتنا، ولكن إذا كنا ننتظر هذه المحاسبة من المجتمع الدولي مع استمرار النهج الحالي من عملنا، فعلينا الانتظار طويلاً لذلك يجب علينا جميعاً الخروج من الصندوق الذي وُضعنا بداخله".
ورفضاً لإدراج مصطلح "العدالة التصالحية" في وثائق الأمم المتحدة حول سوريا، شارك عدد من قادة الجيش الوطني السوري بالوسم، ومنهم الناطق باسمه الرائد يوسف حمود، والمتحدث باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار.
وكتب القيادي السابق في الجيش الحر، عبد الوهاب أبو علي: "ليس الأصل أن ننتظر الائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية وشلة أستانا أن يتخذوا قرارات كارثية ثم نعارضها، الأصل كنس هؤلاء من صدارة المشهد ومحاسبتهم ولو بعد حين".
كما نشر معارضون رابطاً للتصويت على عريضة موجهة للأمم المتحدة رفضاً لمصطلح "العدالة التصالحية"، والمطالبة بتصحيح المسار السياسي، وتفعيل هيئة الحكم الانتقالي، وإطلاق سراح المعتقلين، ومحاسبة بشار الأسد وأعوانه. أضف توقيعك بالضغط على الرابط التالي.
ومن الثائرين، كتب المنشد السوري أبو صبحي الغريب: "سنبقى ما بقيت فينا الروح ننصر ثورتنا وأهدافها بمظاهراتنا وإعلامنا وأقلامنا وأناشيدنا ومهما اشتد عليها المكر لن ينال من عزيمتنا لأننا مؤمنون بعدالتها، وكنا شهوداً على مجازر الأسد التي أهلكت الحرث والنسل في بلادنا".
وخاطب المحامي عبد الناصر خوشان، بيدرسون بقوله: "أنت ميّسر ولست مُقرّر"، ونوّه في تغريدة أخرى إلى أن الذي يهزه الوضع اﻻقتصادي وانخفاض قيمة الليرة في مناطق سيطرة النظام، وﻻ يحرّك فيه ساكناً الاعتقالات والشهداء والمهجرين، "إما منفصم الشخصية أو منحاز"، وفي كلتا الحالتين "ﻻ يؤتمن على قضية".
وغرّد الصحفي أحمد الشامي، بأن "المسؤول الأول عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري وتدمير مدنه وتهجير من بقي منه هو بشار الأسد، وأيّ حلّ سياسي يبدأ بمحاسبته ومحاسبة كل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين هو حلّ مرحبٌ به بين كل أطياف الشعب السوري".
وكتب مدير منظمة الدفاع المدني السوري رائد الصالح أن المعتقلين "باتوا رهائناً في سجون النظام، وورقة يلوح فيها للضغط على المجتمع السوري والكيانات المعارضة السورية في المفاوضات"، لافتاً إلى أن "تطبيق مقررات ٢٢٥٤ يجب أن يشمل جميع السلال بما فيها المرحلة الانتقالية والمحاسبة".
الكاتب ماهر علوش، اعتبر أن "جانب جبر الأضرار المادية وتعويض الضحايا لا يعالج المشكلة، وسينتهي بنا إلى إفراغ العدالة الانتقالية من مضمونها، وتجاهل مقاصدها التي قامت عليها، مثال: العفو والدية والقصاص أفكار أساسية، وتأمين المجتمع يتم من خلالها كلها وليس بعضها".
وأشار السوري أحمد فيصل، إلى أن "روسيا دأبت مع المجتمع الدولي على تفكيك العملية السياسية، لإفراغها من مضمونها، فعملت على إقحام منصتي القاهرة وموسكو ضمن هيئة التفاوض، لخفض سقف المعارضة التفاوضي وبدء التفاوض متجاوزين إجراءات بناء الثقة".
وغرّد عمار الحسن أحد مهجري مدينة تل رفعت شمال حلب: "من أجل المعتقلين والآلاف من المهجرين قسرياً من بيوتهم، والشهداء والجرحى والمعاقين، نريد محاسبة المجرمين، لا نريد أي حل بوجود سلالة الأسد المجرم وداعميه، نريد حلاً يقتضي برحيلهم".
وقال سيراج الرجة: "تناولوا أرضنا كأنها قطعة حلوى قضموها كما يشاؤون، والآن بدأت الخطوة التالية لإعادة دكتاتور تشهد عليه آلاف المشاهد بالقتل، ومن يتصدر المشهد السوري للمعارضة مساهم وبقوة بهذه الهستيريا الفاضحة".
وشارك الفنان التشكيلي عزيز الأسمر بالوسم عبر لوجه تظهر بيدرسون وبشار الأسد والشعب السوري بأنه لن يصالح المجرم.
ونشرت التكتلات الثورية السورية بياناً حول رفض إدراج مصطلح "العدالة التصالحيّة" في وثائق الأمم المتحدة حول سوريا عوضاً عن مصطلح العدالة الانتقاليّة وهو يعد تجاوزاً لمهمة المبعوث الدولي كوسيط لا وصي على إرادة السوريين.
وسبق أن تفاعل عدد من المعارضين السوريين، الخميس، مع وسم "عدالة انتقالية لاتصالحية يا بيدرسون"، وذلك للتعبير عن رفضهم لما جاء في إحاطة مبعوث الأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون لمجلس الأمن الدولي خلال جلسة الأربعاء الفائت.
وأعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري د. نصر الحريري، رفض مصطلح "العدالة التصالحية" رفضاً مطلقاً، وهاجم المبعوث الأممي بأنه تجاهل مسؤولية نظام الأسد عن الجرائم في سوريا.
اقرأ أيضاً: منظمة تديرها أسماء الأسد تحظى برتبة محكم دولي!
شاهد إصداراتنا