الأربعاء 10 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

درعا أمام مفترق طرق .. فهل يقبل ثوارها وعود الأسد أم تعيد سيرتها الأولى؟

29 يونيو 2021، 11:49 م
درعا أمام مفترق طرق
درعا أمام مفترق طرق

آرام – عائشة صبري

يستمر نظام الأسد وحليفه الروسي بحصار أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم في مدينة درعا جنوبي سوريا، لليوم السادس على التوالي، وسط دعوات للوقوف إلى جانب أبناء درعا المحاصرين، ومخاوف من تصعيد عسكري وفق العقلية الأمنية العسكرية التي يعمل بها النظام.

وفي بيان لهم أول أمس الأحد، طالبت اللجان المركزية في درعا ووجهاء المحافظة، بفك الحصار عن المدن وخاصة درعا البلد، كونها منارة حوران وشعلة حريتها، مؤكدين أن حالة الأمن والأمان، ورفض التطرف، هي من أهم أولويات الأهالي، لافتين إلى تحول "الروسي" من ضامن للتسوية في المحافظة إلى ضاغطٍ على أبنائها "من أجل تمرير مشاريع أمنية وعسكرية تخدم النظام.

من جهتهم، فعاليات مدنية واجتماعية وشخصيات ثورية ووجهاء محليّون وقادة رأي من أهالي حوران، اجتمعوا الثلاثاء بدعوة من "المجلس السوري للتغيير"، لمناقشة سُبلِ دعم مواقف أهل درعا البلد وتعزيز أسباب صمودهم، في مواجهة الحصار الذي فرضه عليهم نظام الأسد، انتقاماً من مواقفهم الرافضة لانتخاباته التي تشكل قفزاً على القرارات الدولية.

وللحديث عن آخر التطورات، التقت شبكة "آرام" مع الأمين العام لـ"المجلس السوري للتغيير" حسّان الأسود، وكان الحوار التالي:

  • نلاحظ حفاظ أهالي درعا البلد وبعض المناطق على الطابع الثوري رغم توقيعهم اتفاق المصالحة في تموز 2018، كيف سمح النظام بذلك؟ ولماذا هؤلاء لم يختاروا التهجير إلى الشمال السوري وكيف يعيشون تحت حكم الأسد؟

لقد أجبرت القوة الغاشمة للطيران الروسي أبناء الجنوب على التخلّي عن السلاح وعن الخيار العسكري لمواجهة نظام الأسد، بسبب عدم تكافؤ موازين القوى من جهة، وبسبب تخلّي الداعمين الغربيين عن السوريين وحمايتهم من البطش الروسي، لكن هذا لا يعني أنَّ أبناء حوران قد تصالحوا مع النظام أو تخلوا عن كرامتهم أو قيمهم أو ثورتهم.

فلا تزال الثورة في قلوب أبناء حوران وفي عقولهم، لهذا فإنَّهم يتظاهرون ويقاطعون الانتخابات كما يحلو لهم، ولا ينتظر أهالي حوران موافقة النظام لهم على ممارسة حقوقهم، بل يفرضونها بقوة إرادتهم وعزيمتهم، متسلّحين بالتضامن الكبير بين القرى والمدن في محافظة درعا وبين أبناء المحافظة في الداخل والخارج. ويعيش الناس حالة ضنك شديدة تحت حكم نظام الأسد، فهم غير آمنين من الاغتيال والاعتقال والمضايقات الأمنية المتعلقة بالموافقات المطلوبة لأيّ تصرف أو عمل.

وكذلك يعانون من نقص الخدمات كالصحة والتعليم والحاجيات الأساسية، مثل: الماء والكهرباء والغاز والأدوية والمواد الغذائية، كذلك يفتقدون لفرص العمل وتأمين معيشة عائلاتهم. مع ذلك لم يختاروا العيش خارج أرضهم لقناعتهم أنهم سيلاقون ما هو أكثر من ذلك خارجها أولاً، ولأنهم ثانياً لا يريدون تفريغ مناطقهم كي لا يحتلها الإيرانيون وميليشياتهم.

  • أنتم في المجلس السوري للتغيير كيف تقفون مع أهالي درعا، وما الخطوات (الدولية والمحلية) التي تتبعونها لفك الحصار ووقف النظام عند حده خاصة أنَّ الموضوع بيد روسيا؟

سيقوم المجلس السوري للتغيير بعقد لقاء للقوى الوطنية السورية للتشاور حول سبل دعم أهلنا في حوران، وسيكون هناك لجنة متابعة لتنسيق المواقف أولاً، ثم مخاطبات للجهات الدولية الفاعلة لشرح الوضع وحثّها على الضغط على الروس لرفع يدهم عن رقاب السوريين، وسيكون لدينا خلية أزمة دائمة العمل للتواصل مع كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية وشرح تطورات الوضع.

كما سنتواصل مع رجال الأعمال السوريين من أبناء المحافظة ومن بقية المحافظات لتنسيق جهود المساعدة الممكنة لحماية أهلنا من الضائقة المفروضة عليهم، إضافة إلى دور ريادي لنا في عملية التغطية الإعلامية والتواصل مع المؤسسات الإعلامية لشرح الأمر وخطورته للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي.

  • ما هي أسباب الحصار الفعلية .. هل فعلاً لأجل امتناعهم عن انتخابات الرئاسة وتسليم السلاح؟

أسباب التضييق والحصار الفعلية، هي العقلية الأمنية العسكرية التي يعمل بها النظام، فلا يستطيع هذا النظام التفكير بغير طريقة القهر والاستعباد، وهذا ما لم يُعد ممكناً في سوريا عامةً، وفي حوران خاصة بعد عام 2011. لقد كان موقف أهالي المحافظة الرافض لمهزلة انتخابات الرئاسة هو القشة التي قسمت ظهر البعير، وهذه هي الدوافع التي تقف خلف تحركات النظام لمعاقبة أهالي المحافظة، بينما السلاح حجّة واهية يتذرّع بها النظام، فماذا تفعل بندقية أو مسدّس أمام الدبابات والطيران الروسي؟.

  • ما هو الوضع الحالي، وما آلية هذا الحصار وتأثيره على الأهالي؟

الحصار حالياً مفروض على درعا البلد وعلى منطقتي طريق السد والمخيم، وتمنع قوات النظام الأمنية والعسكرية الناس من الخروج أو الدخول إلى المنطقة المحاصرة، وهذه المسألة تؤثر بشكل خطير على حياة الناس هناك، فلا مجال لتبادل وسائل الحياة من مأكل ومشرب، ولا مجال للحصول على الأدوية أو الرعاية الطبية، إنَّه حصار حقيقي بكل معنى الكلمة، وسيؤدي هذا مع مرور الوقت إلى كوارث لا تُعرف نتائجها الآن ولا يمكن توقعها.

  • ماذا يؤثر اغتيال شخصيات في النظام وميليشياته على الوضع في درعا لا سيما مقتل الرجل الأول لميليشيا حزب الله اللبناني المدعو "عارف الجهماني"، برصاص مجهولين في بلدة صيدا؟

إنَّ عمليات الاغتيال التي يقوم بها النظام وحلفاؤه هي الأكثر عدداً والأخطر، لكنّ ردود الأفعال التي يقوم بها الناس هناك هي بمثابة دفاع عن النفس وردعٍ للتجاوزات التي تحاول قوات النظام فرضها عليهم. ولهذه العمليات تأثير مباشر على العملاء وأزلام النظام بلا شك، ولها تأثير غير مباشر على استقرار النظام وتمركزه في المنطقة على المدى البعيد. ونحن في المجلس السوري للتغيير لا ندعم العنف، ولكنَّنا نقف مع حقّ أهلنا بالدفاع عن النفس وفق مبادئ القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان.

  • النظام اعتمد على تصفية الشخصيات الثورية المصالحة له خلال السنوات الثلاثة، ما الهدف من تلك التصفيات بعد رضوخها الكامل له؟ وما تأثيرها على ملف درعا؟

إنّ الأهداف من التصفيات والاغتيالات عديدة، فأولاً: التخلُّص من القوى الثورية المنظمة، وثانياً: إزاحة الشباب الثوري عن المشهد، وثالثاً: تعميم حالة الخوف والرعب، ورابعاً: تعميم سياسة زعزعة الأمن ومنع الاستقرار، وخامساً الاستثمار في حالة الفوضى لترويج المخدرات وتكريس الفساد، كآلية وحيدة للحكم، التأثير على ملف درعا يعتمد ليس فقط على ما يقوم به النظام، بل على ما يقوم به أهالي المحافظة، وهذا ما يفعلونه بمقاومتهم واستمرارهم بالدفاع عن حقوقهم.

يذكر أنَّ حالة من الترقب والتوتر الأمني تشهدها درعا عقب جولات من التفاوض للنظام وروسيا مع لجان درعا المركزية، من أجل مناقشة الأوضاع الأمنية في المحافظة، وكانت آخر المطالب الروسية للجنة التفاوض بدرعا البلد، تسليم 200 قطعة سلاح فردية (يستخدم للحماية الشخصية)، مقابل إخراج اللجان المحلية التابعة للأجهزة الأمنية من مواقعها في حي المنشية وحي سجنة وجمرك درعا القديم، إضافة إلى سحب السلاح منهم، الأمر الذي لاقى رفضاً شعبياً واسعاً في المنطقة.

ورداً على رفض المطلب هدّد الجنرال الروسي المعروف باسم أسد الله" بالتصعيد العسكري على منطقة درعا البلد، والذي بدأ بفرض الحصار على المنطقة وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية منها إلى مركز المدينة منذ ليلة الرابع والعشرين من الشهر الجاري، تلاه تحليق لطائرات حربية في سماء درعا وريفها على علوٍ منخفض تهديداً بالتصعيد.

اقرأ أيضاً:                    

شاهد إصداراتنا