السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

تقنين الكهرباء في مناطق نظام الأسد يعيد الحياة البدائية للسكان

08 يوليو 2021، 08:20 م
الكهرباء في سوريا - تعبيرية
الكهرباء في سوريا - تعبيرية

تسبّب التقنين الكهربائي في مناطق سيطرة نظام الأسد الذي ترافق مع مرحلة كادت تصل حد الانهيار الاقتصادي، بإعادة الحياة البدائية للسكان، ما يزيد من أعباء وتكاليف الحياة على الأسر السورية.

وبحسب السكان فإنَّ وسطي أجور الموظفين يبلغ 60 ألف ليرة شهرياً، والمطلوب في الحد الأدنى للمعيشة لا يقل عن 600 ألف ليرة، وساعات وصل الكهرباء بالكاد تكفي لشحن الجوالات، وليس بمقدورها أن تحافظ على المواد الموجودة في الثلاجات، أو تشغيل المعامل والورشات، أو تؤمن الطاقة المطلوبة للري والزراعة.

مشاكل المونة والطعام

وبحسب تقرير لموقع "نورث برس" فإنَّ البرادات لا تعمل ولا تحتفظ بالثلج في الثلاجات، وهذا يحولها إلى ما يشبه "النملية"، التي كان يستخدمها الأجداد في حفظ الطعام لحمايته من النمل والحشرات، وهذا الحال أضاف أعباء جديدة على السكان.

وتضاعفت تكاليف يوميات الأسرة، بعد هذا التقنين الفظيع، إذ أصبح عليها أن تؤمن حاجيات كل يوم بيومه، وهذا الأمر يزيد النفقات والتكاليف التي ترهقهم وترهق غالبية المجتمع السوري "المرهق أصلاً".

وتتساءل فاطمة العلي (43 عاماً) وهي ربة منزل، كيف لها أن تشتري الفروج وتطهيه في ذات اليوم؟. وسعر أصغر فروج لا يقل عن 8-10 آلاف ليرة سورية؟، وتعتبر أنَّ هذا المبلغ بالنسبة لهم تبذير وهدر غير مقبول مع هذه الظروف الخانقة، إذ أنَّ مخصصات بعض الأسر بالكاد تصل إلى فروج واحد خلال الشهر.

وجرت العادة مؤخراً، أن تعتمد معظم العائلات نظام التقنين الغذائي، حيث تقوم بتقطيع الفروج على سبيل المثال إلى قطع تحفظ في الثلاجة ليتم استخدامها كنكهات على الطبخات المختلفة، لكن حتى هذا لم يعد متاحاً حالياً بسبب الكهرباء، إضافة إلى رمي الكثير من الوجبات المطبوخة وتعرض الخضار الصيفية للتلف.

أما الخسائر الأخرى التي لم تكن في الحسبان فهي تلف محتويات الفريزة من مواد المونة التي اعتاد السوريون على حفظها، وجرت العادة في فصل الصيف شراء الفول أو البازيلاء في مواسمها، حسب ما اعتاد السوريون، لكن حتى هذا لم يعد متاحاً مع ظروف التقنين هذه.

هذا التقنين الخانق ليس عادلاً كما يقول الكثير من السكان، حيث يزداد الضغط كثيراً على سكان المناطق الساحلية، وتنقطع الكهرباء أحياناً لأيام متواصلة، لأنَّها عندما تأتي، كما يقول فارس العلي يعمل في القطاع العسكري في دمشق، يكرر المصطلح الشائع هناك "سبعة بلمعة".

وقد قالت صفاء لولو من مصياف: إن وضع الكهرباء في أرياف مصياف سيء للغاية، ويتعاملون معهم كأرياف درجة ثانية لا تحتاج الكهرباء، واقترحت على الجهات المعنية تأمين "الدواب" لاستخدامها في النقل وتأمين الحاجيات، لأنهم مع هذا التقنين "يعيدون الناس إلى زمن الدواب وهي غير متواجدة حالياً".

وأشارت إلى أنَّه كان عليهم أن يعتمدوا كما أجدادهم على طريقة تجفيف المواد الغذائية بدل التفريز، لكي لا يرموا كل محتويات الثلاجة كما حصل معهم. والحال ذاته من ريف دمشق، فهناك من أطلق نداء استغاثة عبر فيس بوك من منطقة "زاكية" عن "إجرام" التقنين على حياتهم.

وأوضح صافي الفاكياني (50 عاماً) وهو صاحب ورشة خياطة في دمشق، أن أكثر ما يسيئه في كل موضوع الكهرباء هو دفع فاتورة الكهرباء، وهو يقضي نهاره في البحث عن وقود لتستمر آلاته في العمل، فالسكان يخسرون أضعاف الفواتير التي وصفها بـ"الكاذبة" بسبب خسارة المونة.

اعتراف وزارة الكهرباء

مع الخسائر والتكاليف الكبيرة يصبح الحديث عن محاولات التخفيف من حرارة الصيف عن طريق تشغيل المراوح أو المكيفات أمر أشبه "بالفنتازيا"، ولفت عزيز سويدان طالب جامعي يتحضر للامتحانات، إلى أنَّه يفكر في بيع المكيف المعلق على جدار بيت عائلته بلا عمل والاستفادة من سعره.

ولا تخفي وزارة الكهرباء الواقع السيء لخدماتها، وقد أعدت الوزارة منظومة بيَّنت فيها تراجعاً حاداً في حصة الفرد السنوية من الكهرباء، حيث انخفضت من 2378 كيلو واط في عام 2011 إلى 1190 كيلو واط ساعي في 2020.

وقد قدم وزير الكهرباء غسان الزامل، عبر اتصال مع وسيلة إعلام محلية، اعتذاره للسكان مؤخراً، بسبب سوء واقع التغذية الكهربائية، وعزا السبب إلى نقص كميات الغاز، وأن أي تحسن في وضع الكهرباء مرتبط بتوريد الغاز، مشيراً إلى حاجة محطات التوليد للتأهيل، وخروج مجموعة توليد من محطتي محردة وبانياس عن العمل بسبب الأعطال.

اقرأ أيضاً:                    

شاهد إصداراتنا