آرام – عائشة صبري
أقام "المنتدى الشبابي للتماسك المجتمعي" (Y.F.C) في مدينة عفرين شمال محافظة حلب شمالي سوريا، حفل توقيع كتاب "أحلام وآلام" للكاتب الصحفي ماجد عبد النور، أمس الخميس، بحضور عدد من الناشطين السوريين.
الكتاب عبارة عن 150 صفحة لعشر قصص تحاكي ثلاث محطات رئيسية في سنوات الثورة السورية، تبدأ بالحلم وتمر بأهوال الحرب وتنتهي بمأساة التهجير، استغرقت كتابته قرابة ثلاثة أشهر وأسبوعين على فترات متقطعة، وصدر الكتاب عن مؤسسة "الملتقى" للنشر في تركيا في حزيران/يونيو الماضي، بحسب ما ذكر "عبد النور" لشبكة "آرام".
ودعا الكاتب، شباب الثورة إلى البدء بكتابة وأرشفة مجرياتها، قائلاً: "كما نرى، الموت يحيط بنا من كل جهة، فضلاً عن تزوير أحداث الثورة من قبل أعدائها قائم على قدم وساق، لذا يتوجّب علينا الحفاظ على تلك المجريات ونقل حقيقة ما عايشناه للأجيال القادمة، وما دوّنته بكتابي عبارة عن تفريغ للذاكرة على بياض الورق، بكل صدق وأمانة".
ومن خلال تجربته الشخصية الأولى، حاول تغطية أبرز الأحداث التي عاشها، وأولها حلم الشعب السوري ومعاناته المريرة مع نظام طائفي مستبد ما قبل الثورة، مختصراً فيها مخاض الثورة ومجرياتها مروراً بالمظاهرات السلمية إلى انتصارات الجيش الحر، وصولاً إلى التدخل الروسي وقتله لأحلام الشعب السوري".
وأضاف: "ثم أنتقل إلى الإعلام في القصة الثانية وأسرد فيها سيرورة تعلقي بهذه المهنة وأبرز محطات النجاح التي حققها الإعلام الثوري في مجابهة إعلام الأسد، وما قدمه الإعلام الثوري من تضحيات إلى جانب إخوانه في القضية والكفاح".
أما في القصة الثالثة، فينتقل الكاتب إلى مرحلة مؤلمة، مضيفاً: "فيها أسرد ألم التهجير ممزوجاً بشواهد لأناس عاينتهم عن قرب وعايشت تفاصيل القهر الموجع لشعب انسلخ عن وطنه واقتُلع من أرضه كما تُقتلع الأشجار المعمرة لقرون".
وفي الرابعة ينتقل إلى رواية تفاصيل آخر معركة دموية مع تنظيم "داعش" في قرية رتيان التي ينحدر منها "عبد النور" غرب حلب، لتتبعها القصة الخامسة بذات السياق ويتحدث فيها عن حرب الأرحام المؤلمة التي قسمت فيها العائلة إلى قسمين (مقاتلة الأخ وابن العم لبعضهم البعض).
ومن ذات القرية يسرد الكاتب في القصة السادسة "ملحمة رتيان" وهي المعركة الشهيرة التي تكبدت فيها إيران أكبر خسائرها في سوريا، لينتقل في السابعة إلى تجربة الدراسة في ظل الحرب، وفيها يتحدث عن مواقف لصعوبات كبيرة عاناها طلاب الجامعة في ظل القصف والتهجير واقتتال الفصائل وغيرها.
أما القصة الثامنة فوصفها "عبد النور" بأنّها الأحب إلى قلبه وخُصصت لبعض المواقف مع قائد لواء التوحيد عبدالقادر الصالح "حجي مارع"، ويروي بعضاً من المحطات التي عايشتها مع هذه الشخصية التي تركت أثرها العميق في نفوس السوريين.
فيما تروي القصة التاسعة مواقف وأحداثاً وتفاصيل عن مخيمات النزوح عجزت عدسات الكاميرا من الوصول إليها، مضيفاً: "هذه القصة عنونتها بـ(مدن القماش) أسرد فيها تفاصيل القعر الذي رسم ملامحه القبيحة على وجوه السوريين المرهقة داخل تلك المدن القماشية، وتعتبر القصة العاشرة مكملة لمدن القماش وفيها أتحدث عن اختلاف حياة السوريين في ظل الحرب القاسية واندثار الكثير من العادات والتقاليد بفعل هذه الحرب والمآسي المهولة.
وأشار "عبد النور" وهو مراسل سابق لشبكة "شام" ومؤسس وكالة "ثقة"، إلى أنَّ هذه القصص تعد سلسلة أولى من مجموعة ستليها على ذات النمط، موضحاً: "لا أبغي منها إلا الحفاظ على ذاكرة تكون رديفاً لكل سوري يشارك في توثيق مجريات هذه الثورة العظيمة، وأن أكون ملهماً لكل سوري أيضاً ليبدأ بكتابة تاريخه بيديه قبل أن نصحوا يوماً على خصوم وأعداء قد كتبونا في عداد الإرهابيين".
اقرأ أيضاً:
- ضحايا مدنيون بقصف صاروخي على الباب وحزوان شرق حلب
- "عبد الرحيم".. شاب حلبي يسطر قصة نجاح مبهرة رغم إجرام نظام الأسد بحقه
- بعد عام من تفجير مرفأ بيروت .. لبنان ينتظر العدالة الغائبة
- عملية انغماسية جنوب إدلب وإفشال تسلل لنظام الأسد غرب حلب