تصاعدت وتيرة القصف ومحاولات التقدم لميليشيات نظام الأسد وإيران، الأحد، على أحياء مدينة درعا المحاصرة جنوبي سوريا، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى وتدمير عدة مباني أحدها مسجد، وذلك عقب إعلان لجان التفاوض توقف المفاوضات والنفير العام.
ووثق ناشطون استشهاد "بلال محمد الهلال غزلان، وأحمد علي العامر غزلان" وإصابة عدد من المدنيين جراء القصف المكثف بصواريخ أرض أرض على حي طريق السد المحاصر، إضافة إلى انهيار مئذنة مسجد "الدكتور غسان أبا زيد" بدرعا البلد جراء استهدافها بقذائف الدبابات.
وفي ذات السياق، استشهدت امرأة وأصيب عدد من المدنيين في قصف مدفعي لمليشيات الأسد وإيران على بلدة مساكن جلين، كما طال القصف بلدة تل شهاب في ريف درعا الغربي.
وميدانياً، قالت شبكة "نبأ": إنَّ القصف العنيف الذي تتعرض له الأحياء المحاصرة في المدينة يحول دون تمكن الأهالي من انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وسط صعوبة كبيرة في إسعاف المصابين بسبب عدم توفر سيارات إسعاف فضلاً عن كثافة القصف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ.
وعسكرياً أفاد "تجمع أحرار حوران" باستعادة الثوار السيطرة على النقاط التي تقدمت إليها ميليشيات الفرقة الرابعة وإيران مساء اليوم في حي البحار جنوب درعا البلد، بعد معارك مع الثوار أسفرت عن قتل وجرح العشرات منهم.
وكانت الميليشيات الإيرانية تقدمت إلى بعض النقاط في منطقة البحار بغطاء ناري كثيف وتمهيد صاروخي استمر لأكثر من يومين.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) August 29, 2021
وسياسياً، أعلنت لجنة التفاوض عن وقف المفاوضات مع روسيا والنظام بسبب التصعيد الأخير الذي أدى لسقوط ضحايا ومحاولات الاقتحام والإصرار على شروطهم.
وأشار "التجمع" إلى أنَّ اللجنة الأمنية التابعة للنظام اقترحت على لجنة التفاوض بدرعا، الأحد، دخول الشرطة العسكرية الروسية وعناصر تابعين لفرع الأمن العسكري إلى الأحياء المحاصرة، وتسليم جميع الأسلحة، ورفع علم النظام.
وأضافت أن نظام الأسد يشترط لإيقاف الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة أن توافق لجنة التفاوض على البنود التي طرحت في الاجتماع الأخير، لكن اللجنة أعلنت وقف المفاوضات نتيجة التصعيد الأخير على المنطقة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت اللجنة المركزية الغربية في محافظة درعا الحرب والنفير العام في مختلف مناطق حوران، تضامناً مع أهالي درعا البلد، الذين يتعرضون لحصار خانق من قبل ميليشيات الأسد وإيران.
وتفرض ميليشيات الأسد حصارها على أحياء درعا البلد منذ 24 حزيران/يونيو الفائت، وأفشلت العديد من جولات التفاوض بسبب تعنتها على خيار الحرب، فضلاً عن قيامها بمحاولات اقتحام شبه يومية للسيطرة على المنطقة، حيث بدأت حملة تصعيد عسكري في 27 تموز/يوليو الماضي.
ويوم الخميس الماضي، خرجت دفعة من مهجّري درعا البلد إلى الشمال السوري تشمل خمسين شاباً وعائلاتهم، سبقها بيوم وصول حافلة تقل ثمانية مهجرين من الأحياء المحاصرة في درعا، إلى مدينة الباب شرق حلب، ضمن اتفاق جديد بين لجنة التفاوض والجانب الروسي.
اقرأ أيضاً:
- بعد القيادي بالمعارضة .. سفارة نظام الأسد في لبنان تعتقل شباناً من درعا
- "هلموا لإغاثتهم 5" .. مساعدات من إسطنبول إلى أهالي الشمال السوري
- "قسد" تقصف مارع وقرى شمال حلب وتشتبك مع الجيش الوطني
- الجيش الوطني يحسم مصير الفصائل المُنسحبة من غرفة "عزم"