أصدر المجلس الإسلامي السوري، الخميس، فتوى بخصوص متابعة "المسلسلات الرمضانية".
وذكر المجلس أن الله تعالى أكرمنا بشهر رمضان، شهر التوبة والقرآن، فالسعيد من انتهز الفرصة فملأه بالأعمال الصالحة من برّ الوالدين وصلة الأرحام وإتقان العمل وطلب العلم وردّ الحقوق وإنصاف المظلوم، والخاسر من أضاع نهاره وليله بالمعاصي والمنكرات، والواجب على وسائل الإعلام أن تراعي قدسية هذا الشهر، وأن تعرض ما يناسب إنجازات الأمة فيه عبر تاريخها المجيد.
وأضاف أنه بعد الاطلاع على التقارير الموثّقة عن أكثر المسلسلات التي تنشرها قنوات النظام المجرم فإنّ المجلس الإسلامي السوري يُبيّن ما يلي:
أولاً: يستعمل النظام المجرم هذه القوّة الناعمة لنشر الفاحشة وتزيينها؛ نقضاً لقيم الأمّة وثقافتها وهوّيتها، بمشاهد مثيرة خادشة للحياء، بما يشجع التمرّد على قيم المجتمع والخروج عن العلاقة الفطريّة المشروعة بين الجنسين، ويهدم ثوابت مجتمعنا السوري كلّه، مصداقاً لقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}.
ثانياً: تحاول هذه الأذرع الإعلامية للنظام المجرم إبراز شخصيّات تافهةٍ على أنّها قدواتٍ مجتمعيّة: فتصوّر السكير رمزاً للمعرفة والحكمة وحبّ الخير للناس، واستلهام مخبّئات الغيب، وتظهِر آخرَ غارقاً في المجون وتبذير المال على المتع الرخيصة؛ بما يحرف تطلعات الشباب في السعي إلى مستقبل زاهر يحرصون فيه على ما ينفعهم ومجتمعهم.
ثالثاً: يوظّف النظام وسائل الإعلام لتشويه التاريخ القديم والحديث، وتزييف شخصياته، فيشيطنُ كثيراً من القادة المصلحين، ويزيّن صورة كثير من المارقين، ويزيّف أحداث ثورتنا المباركة؛ مع أنّ شهودها ما زالوا حاضرين.
رابعاً: تجتهد هذه المسلسلات في قصر مهمة الدين وعلمائِه على طقوسٍ وشعائر، وصبغه بالكهنوتية، وعزله عن إصلاح الحياة، وتشويه صورة المتدينين خاصة العلماء، بإظهارهم بسطاء سذّجا بعيدين عن العصر، أو وسمهم بالإرهاب وإلصاق تهمة العمالة بهم!
خامساً: يستغلّ النظام السلطة الإعلامية بما يخدم (أجندته السياسيّة)؛ تنفيساً عن الشعوب المقهورة، فيشرعن بواسطتها الظلم والرضوخ، ويصرف الأنظار عن أجهزة الرعب ودوائر القرار، وهم المسؤولون عمّا آلت إليه الأوضاع، ويقرّر مقصّ الرقيبُ وأوامره ما يتخلّل هذه المسلسلات من ذلك.
وختم: إنّ المجلس الإسلاميّ يحذّر من متابعة هذه المسلسلات، فإنّ ذلك قد يوقع في أحابيل المكر ومصائد التضليل التي نصبها النظام لمن يتابعها، ويضيّع فرصة هذا الشهر المبارك، ويدعو الباحثين المتابعين إلى بيان زيفِ ما يُعرَض على الجمهور تفصيلاً، وبيان خطره على بناء الوعي الحقيقيّ لأبناء الأمّة، ويثمّن كلّ جهدٍ إعلاميٍّ يسعى لتقديم بدائل نافعةٍ فيحافظ على قيمِ الأمّة وهويّتها الدينية والثقافية والاجتماعيّة.
اقرأ أيضاً:
• بشار الأسد يصدر قانوناً خاصاً بالجرائم المعلوماتية.. ما تفاصيله؟
• تعرّف على المقاتلين الأجانب شمالي سوريا والسيناريوهات المتوقعة لمصيرهم
• مخاوف من احتمالية توقف المساعدات الإنسانية للشمال السوري
• بالعصي والحجارة.. مشاهد مسربة لاعتداء عناصر "الجـ.ـولاني" على النساء (فيديو)
شاهد إصداراتنا:
